تعتبر المخدرات من المشكلات الخطيرة التي تهدد صحة الفرد وتؤثر على حياته الشخصية والاجتماعية، ومن أجل مكافحة هذه المشكلة المتفاقمة، يتعين البحث عن طرق علاج فعّالة لمساعدة المدمنين على التخلص من الإدمان واستعادة حياتهم الطبيعية ؛ في هذا المقال، سنستعرض أحدث طرق علاج الإدمان من المخدرات التي تعتمد على التقنيات والبرامج الحديثة والمبتكرة.
تعتبر المخدرات موادًا كيميائية تؤثر على وظائف الجهاز العصبي المركزي وتسبب تغييرات في الوعي والحالة النفسية للفرد ؛ وتتضمن المخدرات المنشطة مثل الكوكايين والأمفيتامين، والمهدئات مثل البنزوديازيبين، والمخدرات المخدرة مثل الهيروين و الماريجوانا ؛ وتتنوع طرق تعاطي المخدرات بين التدخين، الحقن، والبلع، وتتفاوت تأثيراتها وأضرارها على صحة الفرد.
إدمان المخدرات هو حالة يصاب بها الفرد عندما يصبح معتمدًا على تعاطي مادة مخدرة معينة، ويصعب عليه التوقف عن تناولها، ويصاحب الإدمان شعورًا بالحاجة الملحة لتعاطي المخدر والشعور بالراحة والسعادة فقط عند تناوله ؛ ويؤدي تعاطي المخدرات إلى تعديل الأنظمة الكيميائية في الدماغ، مثل إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يعزز الشعور بالمتعة والتحفيز، وبمرور الوقت يحتاج الشخص إلى كميات أكبر من المخدرات لتحقيق نفس الآثار، مما يؤدي إلى تفاقم الإدمان والتحكم الكامل لحياته.
هناك عدة عوامل ومسببات يمكن أن تسهم في إدمان المخدرات. تتضمن بعض المسببات الشائعة ما يلي:
قد تكون هناك عوامل وراثية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإدمان على المخدرات ؛ وبعض الدراسات تشير إلى وجود توافر أعلى للمستقبلات العصبية المرتبطة بالمكافأة في أجزاء معينة من الدماغ لدى الأشخاص المدمنين.
قد يكون لدي العوامل النفسية دور في تطور الإدمان على المخدرات ؛ وقد يلجأ الأشخاص إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية، القلق، الاكتئاب أو التوتر العاطفي، وقد يسعون أيضًا للشعور بالمتعة أو التحسين المؤقت للمزاج.
تلعب العوامل الاجتماعية دورًا مهمًا في الإدمان ؛ وقد تشمل هذه العوامل ضغوط الأقران، التوافر السهل للمخدرات في المجتمع، الظروف الاجتماعية الصعبة مثل الفقر أو العنف، والتأثيرات السلبية للمخدرات في الأسرة أو المجتمع.
البيئة المحيطة يمكن أن تسهم في الإدمان على المخدرات ؛ وقد تشمل هذه العوامل التوافر السهل للمخدرات في المجتمع، والترويج للمخدرات، والتعرض المكرر للمواقف التي تشجع على استخدام المخدرات.
قد يلعب الاستخدام التجريبي الأول للمخدرات دورًا في تطور الإدمان، ويمكن أن تكون تجربة المخدرات الأولى مغرية للأشخاص وتفتح الباب للاستخدام المستمر والتطور إلى الإدمان.
يجب ملاحظة أنه على الرغم من وجود هذه المسببات المحتملة، فإن الإدمان على المخدرات يعتبر نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية، وقد يختلف تأثير كل عامل من هذه العوامل من شخص لآخر.
تحظى طرق علاج الإدمان من المخدرات بأهمية كبيرة في مساعدة المدمنين على التغلب على إدمانهم وبناء حياة صحية ومستقرة. تعتمد طرق العلاج على الخصائص الفردية للمدمن ونوع المخدر المعتمد ومدة التعاطي ؛ وتهدف هذه الطرق إلى تخفيف الرغبة في تعاطي المخدرات ومعالجة الأعراض الانسحابية وتعزيز الصحة العقلية والجسدية للفرد، وتتنوع طرق العلاج وتشمل:
يعتبر العلاج الدوائي أحد أهم الطرق في معالجة الإدمان من المخدرات، ويتضمن استخدام الأدوية التي تساعد في التحكم بأعراض الانسحاب والرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات ؛ ويجب أن يتم توجيه هذا العلاج بواسطة أطباء متخصصين في علاج الإدمان.
يستهدف هذا النوع من العلاج تغيير سلوك المدمن وتعديل الأفكار والمعتقدات المسببة للإدمان ؛ ويساعد المدمن على التعامل مع العوامل المؤثرة وتحفيزه على تغيير سلوكه المدمن وتعزيز استخدامه للمهارات المكتسبة لتفادي التعاطي.
يركز هذا النوع من العلاج على دمج أفراد العائلة في عملية العلاج ودعمهم للمدمن. يساعد هذا العلاج في تحسين الاتصال والتواصل داخل الأسرة وفهم أسباب الإدمان وكيفية تقديم الدعم والمساعدة للمدمن في عملية التعافي.
يشمل هذا النوع من العلاج استخدام العلاجات البديلة مثل العلاج بالتحفيز المغناطيسي الرقمي (TMS) والعلاج بالليزر البارد والعلاج بالأعشاب الطبيعية ؛ وتستهدف هذه العلاجات تقليل الرغبة في تعاطي المخدرات وتعزيز الشعور بالراحة والاستقرار العقلي.
يعتبر الدعم النفسي والاجتماعي جزءًا هامًا في عملية علاج الإدمان ؛ ويشمل ذلك المشاركة في جلسات المشورة الفردية والجماعية والانخراط في برامج الدعم المجتمعية، ويمكن أن يساعد الدعم النفسي والاجتماعي على تقوية إرادة المدمن وتعزيز استمراريته في عملية التعافي.
يستخدم العلاج بالإيحاء تقنيات مثل الاسترخاء والتأمل وتخيل الأفكار الإيجابية لتقليل الرغبة في تعاطي المخدرات وتعزيز الشعور بالهدوء والراحة، ويعتبر هذا النوع من العلاج مفيدًا في إدارة الانسحاب والحفاظ على استقرار الحالة النفسية.
تشمل هذه البرامج برامج إقامة داخلية لعلاج الإدمان، حيث يتم توفير بيئة آمنة ومنضبطة للمدمنين لفترة محددة، وتتضمن البرامج العلاج الدوائي والدعم النفسي والاجتماعي المكثف، وتهدف إلى إعادة تأهيل المدمنين وتعليمهم استراتيجيات التعامل مع الإدمان في حياتهم اليومية.
علاج الإدمان من المخدرات داخل مستشفى حريتي يتكون من عدة مراحل تهدف إلى تحقيق الشفاء وإعادة التأهيل للفرد ؛ واليكم العرض العام لمراحل علاج الإدمان من المخدرات داخل مستشفى حريتي أفضل مستشفيات علاج الإدمان في الشرق الأوسط:
في هذه المرحلة، يتم تقييم الحالة الصحية والنفسية للمريض وتشخيصها بدقة، ويتم تحديد نوع وشدة الإدمان وتحديد الاحتياجات الفردية للمريض.
تبدأ هذه المرحلة بفترة سحب السموم من الجسم ؛ ويتم إيقاف تعاطي المخدرات وتقديم الدعم الطبي اللازم للمريض للتغلب على أعراض الانسحاب التي قد تظهر، ويتم توفير الرعاية الطبية الشاملة في هذه المرحلة للمراقبة وتخفيف الأعراض الجسدية.
بعد مرحلة سحب السموم، يتم توفير العلاج النفسي والسلوكي للمريض، ويهدف هذا العلاج إلى التعامل مع الأسباب العاطفية والنفسية التي تؤدي إلى التعاطي والإدمان ؛ ويتضمن العلاج النفسي جلسات فردية وجماعية مع معالج نفسي متخصص، حيث يتم استكشاف الأفكار والمشاعر والسلوكيات المرتبطة بالإدمان وتطوير استراتيجيات صحية للتعامل معها.
في هذه المرحلة، يركز العلاج على إعادة التأهيل الشامل للمريض، بما في ذلك التعلم وتنمية المهارات الحياتية الأساسية وتطوير استراتيجيات التفكير الإيجابي والتعامل مع الإغراءات والضغوطات الخارجية، ويمكن توفير التدريب المهني أو التعليم المستمر للمساعدة في إعادة إدماج المريض في المجتمع.
تستمر رعاية ما بعد علاج ادمان المخدرات لفترة طويلة بعد انتهاء المرحلة الأولية من العلاج، ويتم توفير الدعم المستمر والمتابعة للمريض لمساعدته في الحفاظ على النجاح في الابتعاد عن المخدرات وتعزيز نمط حياة صحي.
من المهم أن يتم تنفيذ هذه المراحل بشكل شخصي وفقًا لاحتياجات الفرد، ويتم تضمين أفراد الأسرة والمجتمع كجزء من العملية العلاجية لتوفير الدعم والتحفيز اللازمين للشفاء والنمو المستدام.
تم تصنيف الأدوية بناءً على تأثيراتها المحفزة أو الاكتئابية أو المشوهة للواقع على الجهاز العصبي المركزي ؛ ووفقًا لذلك، يمكن تصنيف الأدوية على النحو التالي:
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه عند النظر في فئات المواد المخدره، يمكن تقسيمها كما يلي:
من المهم أن نلاحظ أن مجموعة الأدوية التي تستخدم لأغراض غير قانونية تشمل الأدوية الموصوفة عند استخدامها لأغراض غير طبية، مثل المورفين و مضادات الباركينسون والمنشطات والبنزوديازيبينات وغيرها من المواد الدوائية عند استخدامها بدون توجيه طبي متخصص.
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة