يتصدر مخدر الهيروين قائمة الأكثر خطورة وإدمانًا، وهو مادة مخدرة قوية مشتقة من المورفين ؛ ويعتبر واحدًا من المخدرات الأكثر تداولًا حول العالم ؛ وفهم طبيعته وتأثيراته على الجسم ومعرفة آثاره، يساهم في توعية الناس بخطورته والعمل على الحد من انتشاره ومكافحة إدمانه المتصاعد.
هو الأشهر بين المخدرات المثبطة التى تعمل على تخدير الجهاز العصبي، وأكثر من 28٪ من مجموع الوفيات التى تحدُث بسبب الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية في عام 2023 تضمنت مخدر “هيروين / heroin“.
الهيروين هو مخدر مُصنع من أجل تسكين الآلام الحادّة ؛ ويُعرف بأسمه العلمي “دايمورفين” أو “دايستلمورفين” ؛ وفي بعض المناطق يستخدم في صورة علاج قانوني ويخضع إستخدامه للرقابة، وعادةً ما يأتي على شكل حبوب مضغوطة أو إبر ؛ ويُسمح لإستخدامه بجرعات محدودة في مراكز طبية متخصصة، ويأتى ذلك تحت الإشراف الطبي والقانوني، ومن أهم المناطق التي قنن بها استخدامه للأغراض العلاجية والطبية المملكة المتحدة.
تم تصنيع الهيروين لأول مرة في عام ١٨٧٤م، من المورفين المستخرج من بذور نبات الخشخاش، و الذي يزرع في مناطق مثل جنوب أمريكا الشرقية وجنوب غرب آسيا والمكسيك وكولومبيا.
يُعرف بقوته في تسبب الإدمان ؛ و أول من صنع “الديامورفين” (المركب الكيميائي الأساسي للهيروين) في عام ١٨٧٤م، كان الكيميائي الإنجليزي “تشارلز روملي / Charles Rumley“، الذي كان محاضرًا في الكيمياء والفيزياء في كلية سانت ماري الطبية بلندن ومؤسس المعهد الملكي للكيمياء، ومع ذلك، لم يُعرف آنذاك عن تأثيره القوي.
وفي عام ١٨٩٨م، تم إنتاجه في المؤسسة الصيدلانية الألمانية “باير” على يد الكيميائي الألماني “هنريك دريسار / Henrik Dresser“، وتم استخدامه في العديد من الأمراض، بما في ذلك علاج داء السل، وقد أطلق عليه اسم “هيروين” بناءً على الاسم الألماني “هيرويش”.
يُستخدم الهيروين تحت اسمه العلمي “ديامورفين” أو “ديستيلمورفين” كمسكن قوي للألم في المملكة المتحدة، ويُستخدم على نطاق واسع لعلاج الآلام الحادة، مثل الإصابات الجسدية الحادة وأزمات قلبية وآلام ما بعد الجراحة والألام المزمنة، بما في ذلك مراحل السرطان المتقدمة وأمراض أخرى.
وتحتفظ المستشفيات بسجلات دقيقة بشأن استخدامه في العلاجات الطبية.
التركيب الكيميائي للهيروين المسحوق الأبيض وهو “C21H23NO5” ؛ المعروف ايضاً باسم ثنائي أسيتيل المورفين ؛ ومن خلاله يحصل الهيروين على تفاعل كيميائي عضوي يتم فيه إضافة مجموعة أسيتيل إلى مركب كيميائي، ويُعرف بأسم استلة أى “إقحام جزيء أستيل في مركَّب المورفين”، ومن مرادفاتها:
ويُعد أهم شبه قلوي مستخرج من نبات الخشخاش، والـ شبه قلوي مركبات عضوية نيتروجينية، تتواجد بشكل كبير كا منتجات طبيعية في النباتات ذات الاستعمال الطبي، كما تنشأ أشباه القلويات من مجموعة متنوعة من الكائنات بما في ذلك الجراثيم، الفطريات، النباتات والحيوانات التي هي جزء من مجموعة من المنتجات الطبيعية (تسمى أيضاً المركبات الثانوية).
تشتمل آلية عمل الهيروين في الدماغ على نظام عصبي يتألف من الخلايا العصبية في الدماغ المتوسط، ويتم التفاعل من خلال ناقل عصبي يُسمى “dopamine” ؛ وتتجه هذه الخلايا العصبية مباشرةً إلى بنية أخرى تسمى “النواة المتكئة”، والتي بدورها تتصل بالقشرة الدماغية.
يُعتبر هذا النظام المسؤول عن التأثيرات الممتعة للهيروين وقوة إدمان المخدر، ومن المحتمل أيضًا أن تشارك أنظمة الناقلات العصبية الأخرى، مثل تلك المتعلقة بالإندورفين، في آلية الانسحاب من المخدر.
ومع ذلك، لا يزال غير معروفًا بشكل كامل جميع الآليات التي يؤثر بها الهيروين والمواد الأفيونية على الدماغ ؛ وعلى الرغم من أن تفاصيل الآليات الدقيقة التي تسبب الاعتماد والإدمان ليست مفهومة تمامًا حتى الآن، إلا أن المواد الأفيونية تنشط “نظام المتعة” في الدماغ.
تتواجد الهيروين في عدة أشكال مختلفة وتظهر بشكل متشابه، ويمكن استخدامها بعدة طرق، بما في ذلك الاستنشاق والتدخين والحقن.
يُعرف هذا الشكل باسم”البودرة”، ويُعتبر الأنقى بين أشكال الهيروين، حيث يصل نسبة نقاوته إلى 100%.
يتميز هذا الشكل بتكوين كتل حبيبية رمادية أو وردية/بيج أو بنية أو سوداء ؛ يتحصل على لونه من المواد المضافة إليه، ويعتبر الأكثر انتشارًا بين أشكال الهيروين، ونسبة نقاوته تتراوح عادة بين 75%.
يُعرف هذا النوع من الهيروين بشكله القوام اللزج واللون الأسود. درجة نقاوته لا تتجاوز عادة 30%. يتكون القطران الأسود عندما يتم تحليل الهيروين ومعالجته بالماء.
يرجى ملاحظة أن درجات نقاوة الهيروين قد تختلف وفقًا للمصدر وطرق التصنيع!
يدخل الهيروين الدماغ بسرعة ويلتصق بمستقبلات الأفيون في الخلايا الموجودة في العديد من المناطق، وخاصة تلك التي تشارك في الشعور بالألم والسرور والتحكم في معدل ضربات القلب والنوم والتنفس.
يشعر المستخدمون بـ “الاندفاع” أو النشوة المؤقتة، وتظهر أيضًا تأثيرات شائعة أخرى مثل:
على المدى الطويل، قد يعاني المستخدمون من تأثيرات مثل:
بالإضافة إلى التأثيرات والمخاطر المباشرة للهيروين، فإن هذا العقار القوي يشمل أيضًا مخاطر أخرى مثل:
يرجى ملاحظة أن استخدام الهيروين يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة الجسدية والعقلية، وقد يؤدي إلى إدمان شديد وتداعيات وخيمة على الحياة الشخصية والاجتماعية.
نعم، الهيروين يسبب الإدمان ويُعتبر من أسرع العقاقير الأفيونية انتشارًا ؛ فبمجرد تناول الجرعة الأولى يتطور المستخدم إلى مدمن يشعر بالنشوة، مما يدفعه إلى تناول المزيد.
الهيروين هو مخدر قوي ينتمي إلى عائلة الأفيونات، ويؤثر بشكل قوي على نظام المكافأة في الدماغ، ويقوم المخدر بتفعيل هذا النظام عن طريق زيادة إنتاج المواد الكيميائية التي تعزز الشعور بالسعادة، مثل الدوبامين والإندورفين.
تقريبًا واحد من كل أربعة أشخاص يصبحون مدمنين بعد تجربة الهيروين لأول مرة.
في الحالات الطبيعية، يفرز الدماغ هذه المواد الكيميائية كمكافأة للسلوك الحيوي الضروري للبقاء على قيد الحياة، مثل تناول الطعام والتكيف مع الألم.
مع تناول الهيروين، يتم ربط الدماغ بشكل سريع مع تفعيل هذه المواد الكيميائية في نظام المكافأة، وفي النهاية يصبح المستخدم مدمنًا ولا يمكنه الوظيفة بشكل طبيعي دون المخدر، بالإضافة إلى أعراض الانسحاب التي تجعل من الصعب على المستخدمين أن يتوقفوا عن استخدامه بمفردهم، ومن بعض علامات الإدمان تشمل:
زيادة الحاجة إلى جرعات أكبر من الهيروين أو التحول إلى الحقن هي مؤشرات قوية على الإدمان، حيث يصبح التعاطي ضروريًا لأداء الأنشطة اليومية.
بالتأكيد يُمكن لمُتعاطي الهيروين وصولة للجرعة الزائدة، ومن المحتمل بنسبة كبيرة أن تهدد حياة الشخص المدمن، وجرعة زائدة لا تعنى زيادة في الجرعة المستخدمة بشكل يومي بل الأمر يرتبط بقابلية الجسم لاستقبال الجرعة في ذلك الوقت.
ومن أقوى تأثيراته على الجسم هو تقليل التنفس ؛ عندما يتناول الفرد جرعات زائدة من المخدر، يؤدي ذلك إلى (إبطاء التنفس كثيرًا – أو حتى التوقف – بحيث يصبح الشخص فاقدًا للوعي ويمكن أن يموت نتيجة لذلك ؛ و وفقًا لما وصفته المكتبة الوطنية للطب، فإن العلامات التي تشير إلى تناول شخص ما جرعة زائدة تشمل:
دائماً نجد أن الأشخاص الذين يتعاطون الهيروين ويريدون التوقف عنه فجأة ؛ يجدون انفسهم امام أعراض انسحابية شديدة، ومن أهم ما تشمله تلك الأعراض التى يمكن أن تبدأ بمجرد مرور من 6 إلى 12 ساعة من تناول آخر جرعة ، وتشمل ما يلى:
وهنا بعض الدراسات التي أجريت على الاَثار قصيرة المدى لإدمان المواد الأفيونية على الدماغ ؛ وقد أظهرت استخدام الهيروين يتسبب في فقدان المادة البيضاء في الدماغ، والتى تؤثر على اتخاذ القرار والتحكم في السلوك والاستجابة للمواقف المجهدة.
نظرًا لأن معظم التأثيرات قصيرة المدى لانسحاب عقار هيروين جسدية، فمن المهم أن تتم عملية إزالة السموم بإشراف طبي للحفاظ على سلامة الشخص المدمن، ويمكن تسهيل المراحل الأولية من الانسحاب باستخدام أدوية الانسحاب التي تساعد على استقرار الجسم والعقل.
بغض النظر عن احتمالية الانتكاس، فإن علاج الإدمان سيجعل الأفراد أكثر عرضة للتوقف عن استخدام الهيروين والبقاء متيقظين وفي حالة جيدة دون اللجوء إلى اخذ الجرعة مرة اخرى.
تزداد فرص نتائج العلاج الإيجابية إذا دخل الشخص المدمن في برنامج علاج قائم على الأبحاث يتضمن مجموعة من العلاجات المدعومة بدراسات علمية، مثل:
من خلال الالتزام بخطة علاج فردية تهدف إلى مساعدة الفرد على تلبية الاحتياجات الشخصية والمحددة، يمكن أن تساعد إعادة تأهيل الشخص على التوقف عن تعاطي الهيروين وتجنب الانتكاس في المستقبل، مما يزيد من فرص حياة سعيدة ومرضية.