علاج إدمان المخدرات هو محور هام ينبغي تناوله بشكل متكامل، إذ يأتي هذا الأمر إلى الأذهان فور الوصول إلى مراحل متقدمة من تعاطي المخدرات ؛ وذلك يُفسح الطريق للتأثير السلبي على كافة جوانب حياتك، سواءً فيما يتعلق بعلاقاتك العائلية والاجتماعية، أو حتى بأدائك في مجال العمل وصحتك البدنية والنفسية.
تنبثق حاجة ماسّة للبحث عن سُبل العودة إلى السلوكيات الصحيحة والابتعاد عن هذا الإدمان المدمّر ؛ ويترتب على ذلك الاستعانة بجميع الممارسات المناسبة للتخلص من هذه الظاهرة والبحث عن آليات فعّالة وسريعة للتعافي.
للخروج من هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، ينبغي في البداية البحث عن مراكز متخصصة في علاج إدمان المخدرات ؛ وتلك المراكز تعتبر القوس الأول الذي يجب الوثوق به للبدء في الانفتاح على عملية الشفاء والتخلّص من الإدمان ؛ وتتميز هذه المراكز بتوفير الخدمات المتكاملة التي يقدمها خبراء طبيون متمرسون وفق معايير عالية للصحة والسلامة والسرية ؛ وتلك الخدمات تشمل متابعة طبية دقيقة وتقديم دعم نفسي تحفّزي للمتعافين.
فإن عملية التعافي وعلاج الإدمان من المخدرات تستند إلى عمل مشترك بين المتعافي وفريق العناية الصحية، وتمثل هذه الخطوة الأولى نحو استعادة حياة صحية ومتوازنة وتعزيز الاندماج الاجتماعي والمجتمعي ؛ وقبل معرفة مراحل علاج إدمان المخدرات وقبل أن نستعرض لك علامات التعرف على الشخص المدمن، يتعين أن نسلط الضوء على طبيعة الإدمان ؛ إنه مرض نفسي ينجم عن تعاطي مفرط لبعض المواد أو ممارسة سلوك سئ، ولذلك يفتقر المدمن إلى القدرة على السيطرة على هذا الاعتماد.
تُعد علامات الإدمان مؤشرات قيّمة تمكنك من تحديد الأفراد الذين قد يكونون متأثرين بهذا المرض في دائرتك العائلية أو الاجتماعية ؛ وهذا الاكتشاف يُشكل الخطوة الأولى نحو علاج إدمان المخدرات الناجح، ويجب ملاحظة أن تلك العلامات تتفاوت بحسب نوعية العقاقير المخدرة، وتشمل مجموعة من الأعراض الشائعة:
هناك نوعين من المخدرات، منها ما تم استخراجه من الطبيعة وهو عبارة عن نباتات أو شجيرات وهو عادة ما يكون معروفا على نطاق واسع، ومخدرات تم تصنيعها معمليًا ويشتق من بعض المركبات أو ينتج عن طريق دمج بعض المواد الكيميائية، وعرف مؤخرًا بسرعة انتشاره نظرا لانخفاض سعره مع سهولة الحصول عليه، ومن أشهر أنواع المخدرات:
المخدرات الطبيعية | المخدرات المركبة |
|
|
تتعدد الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى تعاطي المخدرات أو إدمان سلوك معين، بعضها يكون ماديا ملموسا أو نفسيا، مخطئون أولئك الذين يظنون أن الإدمان راجع لانعدام الأخلاق ويمكن التخلص منه بمجرد أن يقرر الشخص ذلك، فهو يعد مرضًا يحتاج لعلاج مكثف نظرا لما تسبب فيه من تغير بالدماغ، وتشمل أسباب الإدمان:
البيئة المحيطة بالشخص أحد أهم عوامل الإدمان، وتعتمد على العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والوضع الاقتصادي، فضلا عن قدرة الشخص ذاته على تحمل المسؤولية أو خضوعه للسيطرة من قبل المحيطين به مثل والديه أو تعرضه للتنمر أو الاعتداء بشكل متكرر.
تؤثر الحالة النفسية في إقبال الشخص على إدمان المخدرات بشكل كبير، حيث تلعب الاضطرابات النفسية دورًا هامًا في الإصابة باضطراب تعاطي المواد مثل الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو اضطرابات القلق العام وأبرزها القلق الاجتماعي والشعور بالوحدة، يجعلك ذلك صيدا سهلا لإدمان المخدرات واستخدامها كوسيلة للتغلب على الأعراض النفسية التي تعاني منها.
في مرحلة المراهقة يمر الطفل بعدة تغييرات على المستوى الجسدي والنفسي، أهمها الإحساس بالكبر في السن وأن أصبح مسؤولا عن ذاته ما يدفعه للابتعاد عن سيطرة الأسرة ويحاول بسط نفوذه، وقد يكون الإدمان من خلال رغبته الكبيرة في تجربة أشياء جديدة، تبدأ بالتدخين وتمتد إلى بعض أنواع المخدرات.
يصبح الشخص أكثر عرضة لتعاطي المخدرات في حالة وجود أقرباء من الدرجة الأولى مثل أحد الوالدين يتعاطى المخدرات سابقًا، لكن لا يزال الجين المسؤول عن ذلك مجهولًا.
تفكيرك صحيح، كيف تكون أدوية وفي ذات الوقت يدمنها الشخص؟ هو أمر طبيعي بالنظر إلى أنه توجد بعض الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة أو مهدئة في تركيبها، وهي آمنة بشكل كلي طالما تستخدم بوصف طبي وتحت إشراف طبيب ووفق خطة محددة، وفي حالة تجاهل الإشراف الطبي يمكن أن يؤدي استخدامها إلى الإدمان.
لا يولد الشخص مدمنا، بل يتعرض لعدة مواقف تدفعه إلى إدمان المخدرات والتعلق بها، يظهر بعضها نتيجة مؤثرات داخلية أو سمات شخصية مثل الانطواء والرغبة في تجربة كل ما هو جديد، وبعضها عوامل خارجية مثل الحالة المادية أو البيئة المحيطة مثل الأسرة أو الأصدقاء، وما أن يقوم الشخص بالتعاطي أول مرة حتى تبدأ مراحل الوقوع في الإدمان التالية:
مضاعفات إدمان المخدرات في حال الاستمرار في التعاطي وعدم التوجه إلى إحدى المستشفيات للحصول على علاج إدمان المخدرات، يتعرض المدمن لـ التأثيرات الصحية التالية:
يؤدي إدمان المخدرات إلى بعض الأضرار الصحية الظاهرية، مثل أن يؤدي استنشاق الكوكايين إلى تلف الغضروف الأنفي، أو الإمساك المزمن بسبب تناول الأفيون، فضلا عن أمراض أخرى مثل تليف الرئتين وقصر وظائفهما وما ينتج عن ذلك من أمراض تنفسية، قد يمتد الأمر أيضا إلى الأورام السرطانية بسبب بعض أنواع التبغ، أيضا يؤدي إدمان المخدرات إلى بعض السلوكيات الصعبة والعنيفة، والتي قد ينتج عنها إيذاء النفس والغير.
تؤدي معظم المواد المخدرة إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ما ينتج عنها تلف الأوعية الدموية ويزيد خطر السكتات القلبية والدماغية.
كم مرة خمنت أن الشخص الذي أمامك مدمن على المخدرات من هيئته أو مظره العام، هي كذلك، إدمان المخدرات يؤدي إلى تجاهل النظافة وتدهور السلوكيات، إذ يصبح الحصول على المخدرات أهم من النظافة الشخصية، مع إنفاق جزء كبير من المال المخصص للغذاء عليها، ما يزيد من مخاطر سوء التغذية.
قد لا تلقي الحامل بالا إلى نفسها، لكن في حالة الحمل عليها أن تفكر أكثر في طفلها، وعليها أن تعلم أنه مع إدمانها للمخدرات يصبح الجنين أكثر عرضة للتشوهات الخلقية، أو الوفاة أو مشكلات في النمو.
لا يتوقف تأثير المخدرات على الجسد فقط والحياة الظاهرية فقط، بل يمتد ذلك التأثير على الصحة العقلية، وطريقة التفكير والاستجابة العاطفية، ومن أبرز الاضطرابات النفسية الناجمة عن الإدمان:
حتى تتجنب البحث عن علاج إدمان المخدرات تجنب أولًا الوقوع في خطر الإدمان، وذلك يلزم الشخص ذاته بالعديد من الواجبات، والتي تتعلق باندماجه في المجتمع وطرق تناوله الأدوية الموصوفة من الأطباء، فضلا عن التكيف الاجتماعي، أيضا هناك مسؤوليات تقع على عاتق المحيطين به، وأهمها أسرته وأصدقائه، وإليك طرق الوقاية من خطر الإدمان:
عند التعامل مع مدمن المخدرات ومحاولة إقناعه بتلقي العلاج، قد تفاجئ بأنه لا يؤمن بمرضه من الأساس وعليه فأنت بالنسبة له مصدر تهديد، وهنا عليك اتباع خطوات مرتبة تضمن سلامته وسلامتك، وعليك معرفة أنه يحتاج لرعاية خاصة، وجهد خاص عن طريق القيام ببعض الخطوات، إليك كيفية إقناع المريض بعلاج إدمان المخدرات:
تقدم مستشفى حريتي للطب النفسي وعلاج الإدمان، العديد من برامج وخطط العلاج التي تتناسب مع نوعيات المخدر والأعراض وطبيعة المريض، والتي وضعت على أيدي نخبة من أفضل المتخصصين في علاج الإدمان، إذ يعد المستشفى أفضل مستشفيات علاج الإدمان في منطقة الشرق الأوسط، ومنذ عام ٢٠١٦ حقق نجاحًا كبيرًا في معالجة مرضى الإدمان بنسبة نجاح تخطت ٩٧%؛ ونظراً لذلك وامتلاكها طاقم طبي محترف؛ فاز المستشفى بجائزة أفضل مجتمع علاجي عام 2022 بالشرق الأوسط، وتتضمن برامج علاج إدمان المخدرات:
مراحل علاج الإدمان بدون ألم تتضمن 6 خطوات أساسية داخل مركز علاج الإدمان، تبدأ بالتقييم وتشخيص حالة الشخص المدمن مرورًا بالعلاج عن طريق الأدوية وحتى تأهيله للعودة إلى الحياة الطبيعية، وأخيرًا متابعة ما بعد علاج الإدمان، وإليك تفاصيل علاج إدمان المخدرات:
يجري المختصون الكشف الطبي الشامل على الحالة، عن طريق إجراء الفحوصات البدنية والتحاليل المخبرية لاكتشاف نوعية المخدر ونسبته في الدم، والتقييم النفسي لكشف مدى تأثيره على الصحة العقلية لتحديد العلاج المناسب للحالة.
هي مرحلة التخلص من المخدر وتنظيف الجسم تماما عن طريق وضع برنامج دوائي متكامل ينطوي على مزيج من الأدوية لإعادة التوازن للخلايا العصبية في المخ وزيادة الشعور بالتحسن لمواجهة أعراض الانسحاب والآلام المصاحبة لها، ووضع المريض تحت الرقابة الدائمة حتى تستقر حالته.
وهي أهم مراحل علاج إدمان المخدرات، وتستهدف تأهيل الشخص المتعافى من إدمان المخدرات نفسيًا عن طريق طبيب نفسي مختص، وتأهيله ذهنيًا لرفض العودة مجددًا للإدمان واستدعاء الأفكار الإيجابية لتحل محل السلبية وبالتالي تتغير السلوكيات الإدمانية، كما يهدف لتنمية الدوافع الذاتية في استعادة الحياة الطبيعية واكتساب مهارات إدارة محفزات الإدمان والضغوط النفسية بعيدًا عن تعاطي المخدرات.
بعد تحديد نوعية المخدر ومدى مرحلة الإدمان، يضع أطباء متخصصون برنامج علاج دوائي يتضمن العقاقير المناسبة، ومنها ما يعمل على تطهير الجسم من السموم، فيما يعمل بعضها على تخفيف آلام الأعراض الانسحابية، وتقوية مناعة الجسم وتعزيز نشاطه.
الفراغ قاتل، وهو سبب رئيسي لإدمان المخدرات، ولذلك من أهم خطوات تأهيل المتعافى من الإدمان هو تدريبه على مهنة أو حرفة بغرض استغلال مهاراته ووقته بهدف دمجه في سوق العمل.
مرحلة ما بعد العلاج من الإدمان مهمة جدا في مرحلة التعافي الكاملة، إذ تتضمن الملاحظة الدقيقة لتجنب الانتكاس والعودة مرة أخرى للمخدر، أيضا متابعة السلوكيات ومدى نجاح مرحلة التأهيل السلوكي والمهني، وعادة ما يتم ذلك من خلال جلسات علاج نفسي مستمرة مع الطبيب.
باختصار، يتضمن علاج إدمان المخدرات سلسلة من الخطوات المتتالية، وهذه الخطوات تعمل معاً لتحقيق التعافي وتحسين نوعية الحياة للفرد بدون إحداث إضافي من الألم، ونجاح تلك الخطوات يستند على العمل المشترك بين المتعافي والفريق العلاجي داخل مركز العلاج.
أحيانا لا يرغب مريض الإدمان الذهاب إلى المستشفى لتلقي علاج إدمان المخدرات، وهنا يأتي دور علاج الإدمان في المنزل، وتوفر مستشفى حريتي للطب النفسي وعلاج الإدمان فريق متخصص من الأطباء وطاقم التمريض، يحضر للمنزل بمجرد الاتصال به، لتقديم خدمة العلاج المنزلي وفق نفس الخطوات والآليات المتبعة في المستشفى، وذلك عبر عدة خطوات:
|
الوقاية من سوء تعاطي المخدرات لدى الأطفال يعد من أهم الأدوار التي تقع على عاتق الأسرة جنب إلى جنب الدور الرئيسي لـ المدرسة، وذلك من خلال الركائز التالية:
أما عن دور المدرسة، فيجب أن تقوم بدورها التربوي في التصدي لتعاطي المخدرات لدى الأطفال من خلال التالي:
التعافي يبدأ اليوم
من أبرز الاستراتيجيات العلاجية التي تتخذها أفضل مستشفيات علاج الإدمان هي منع الانتكاس بعد علاج الإدمان، كما تفعل مستشفى حريتي للطب النفسي وعلاج الإدمان، وتلك المتابعة لا تقل عن 6 أشهر وتصل إلى 12 شهرًا، وذلك من خلال الطرق التالية:
تعد المتابعة بعد العلاج من الخطوات الرئيسية في مراحل علاج إدمان المخدرات، وذلك من خلال استمرار الزيارات بين المتعافي والطبيب بعد خروجه من مستشفى علاج الإدمان، حتى يتمكن الطبيب من متابعة المشاكل والعراقيل التي تواجه المتعافى ومشاركته في مواجهتها ووضع الحلول وتقديم الدعم النفسي له حتى لا يلجأ مرة أخرى لتعاطي المخدرات.
يساعد الطبيب النفسي أيضًا في وضع خطط مستقبلية قريبة ومنطقية وفقًا لإمكانات المتعافي حتى يتمكن من تحقيقها، ويساعده من خلال التوجيه الصحيح وتعلم خطوات الوصول إلى الهدف.
بعض المتعافين يجدون صعوبة في الحصول على عمل أو سكن، يمكن أيضًا لمستشفى علاج الإدمان أن تساهم في حل مثل هذه المشكلات حتى يبدأ الشخص حياة جديدة أكثر لطفًا وسهولة.
من أهم طرق الوقاية من الانتكاسة هي التزام المتعافي بتجنب محفزات تعاطي المخدرات، مثل أصدقاء السوء أو الحالة المزاجية السيئة، لذا يعمل الاخصائي النفسي على وضع نمط حياة صحي متكامل، مثل تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ والغذاء الصحي الذي يساعد على اليقظة والانتباه وتحسن الحالة المزاجية.
وايضاً ممارسة الرياضة أو تشجيعه على استعادة أنشطته المفضلة مثل الهوايات الخاصة به، وكيفية الابتعاد عن الأصدقاء السيئين وبناء علاقات جديدة مع أشخاص أفضل.
لعلنا ذكرنا الكثير من مشاكل ما بعد العلاج في الفقرة أعلاه، لكن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها الشخص بعد التعافي، ومن أهمها:
هل تبحث عن مكان للبدء؟
الأسئلة الشائعة حول علاج إدمان المخدرات