الطفولة والنشأة وتأثيرها فى شخصية المدمن
بحسب آخر الأبحاث العلمية فإن التوارث الجينى يعتبر جزء مهم فى تكوين شخصية المدمن
ولكن يعتمد الأمر أيضا على أحداث الحياة والبيئة والظروف والتربية لصناعة المدمن منذ وجوده فى رحم أمه
والأجواء المحيطة التى تساهم فى تكوين شخصيته ورسم خريطة نفسه وبصمة روحه،
فلا يمكن ان يولد انسان سوى من رحم بيئة غير صحية مليئة بأجواء القهر والخوف والحرمان.
من الجدير بالذكر ان معظم من نشأوا وتربوا بأسلوب الترهيب والترغيب بين خوف من عقاب وطمع فى مكافأة أصبحوا كائنات معقدة خائفة خانعة
وهذه بداية رحلة المرض النفسى والإدمان صناعة كائنات تابعة ونسخ من الأهل دون هوية شخصية وبصمة تفرد وابتكار وابداع بل مجرد ماكينات مثل الآلة لتنفيذ التعليمات والطاعة العمياء بدافع الخوف،
ومن المعروف ان الكبت طوال سنوات الطفولة لن ينتج سوى تمرد وهوس يبدأ فى أولى مراحل الخروج من سلطة الأهل أو مرحلة المراهقة
حيث يتخذ الانسان رد الفعل المعاكس فى معظم الاحيان بقاعدة “الممنوع مرغوب ” ولو سرا فى البداية الى ان تظهر علامات ممارسة الهوس وأعراض الإدمانات الخفية “مقبولة وغير مقبولة اجتماعيا ” والسلوكيات الشاذة اللا أخلاقية.
مدفوع بالخوف منذ نعومة أظافره والشعور بكونه شاذ ومختلف عن الآخرين من
نفس العمر والمرحلة التعليمية يميل المدمن الى العزلة المشوبة بالإكتئاب ثم الى القيام
بأفعال خطرة مختلفة ومجنونة تعوضه عن شعوره بالخواء والنقص وتمنحه الأدرينالين والدوبامين للإستمرار،
كما انه دائم الشعور بكونه ضحية نتيجة طبيعية لتمحوره حول ذاته واحساسه بأن الكون كله قد وجد لإسعاده والإهتمام بمطالبه واحتياجاته
لذلك فالجميع دائم التقصير فى حقه وهم المتسببن فى كل أخطاءه
وهو ما يقوده للإنعزال عنهم واختيار الوحدة فيما عدا عند احتياجهم لتلبية رغباته بإستغلالهم واستخدامهم.
اعراض الادمان فى شخصية المدمن
يستمر السلوك المنحدر تدريجيا والتصرفات والسلوكيات الغير سوية المتطرفة الشاذة الى ان يلتقط المدمن طرف الخيط من
محيطه للمادة التى ستثيره للإدمان عليها وتحقق له الإتزان الداخلى والشعور الذى يحتاجه بالإكتمال والتعويض عن احساسه العميق بالنقص الشخصى والفراغ الداخلى،
وتبدأ أعراض الإدمان بالظهور من اهمال للنظافة الشخصية والترتيب
وزيادة حجم الإحتياج المادى والمصروفات والكذب الكثير وزيادة أوقات العزلة
أو الخروج مع الأصدقاء التى تشبه فى مادة ادمانه وطبيعة سلوكه.