العادة السرية هي عملية تحفيز الأعضاء التناسلية للحصول على المتعة الجنسية ؛ ويمارسها المراهقين والشباب والفتيات في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الجنس أو الخلفية الثقافية أو العرق، وعند ممارستها بشكل معتدل، يمكن أن تحسن الصحة العامة وتقلل من التوتر وتُعزز من الحالة المزاجية.
لكن الإفراط في ممارسة العادة السرية قد يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والحياة اليومية لذا، من الضروري التعرف على الآثار الجانبية المحتملة للعادة السرية وأضرار الإفراط في ممارستها.
رغم التقدم في العصر الحديث، لا يزال الحديث عن الصحة الجنسية موضوعًا محظورًا في بعض المجتمعات المحافظة ؛ وهذا ساهم في انتشار العديد من الخرافات حول العاده السريه ؛ فقط عندما نفهم فوائدها بوضوح، سنتمكن من التمتع بحياة جنسية صحية.
دعونا نستكشف هذه الخرافات ونحاول تفكيكها معًا!
الاستمناء، أو العاده السريه، ممارسة طبيعية وشائعة للغاية ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من المعلومات الخاطئة المحيطة بهذا الموضوع، وإليك إذن أهم ست خرافات عن العادة السرية يمكنك تجاهلها بأمان:
فوائد العادة السرية (الاستمناء)، هو ممارسة طبيعية تماماً كالتنفس أو الأكل، وبعيداً عن الجوانب الأخلاقية التي قد يحيطها المجتمع بها، فإن له العديد من الفوائد التي يمكن أن تحسن صحتك العامة، سواء النفسية أو الجسدية ؛ ومن أهم هذه الفوائد:
وفقًا للجمعية الدولية للطب الجنسي، لا يوجد معيار محدد لـ “كم مرة” يُعتبر صحيًا بالنسبة للعادة السرية ؛ والاختلاف وارد تمامًا، فهناك من يمارسها أسبوعيًا وآخر يوميًا، وهناك من يمارسها عدة مرات شهريًا، بل إن البعض لا يمارسها على الإطلاق، كل هذه الترددات طبيعية!
تتأثر وتيرة العاده السريه بالعديد من العوامل بما في ذلك الصحة العامة ومستويات التوتر والرغبات والعلاقات والنوع الاجتماعي وغيرها الكثير ؛ وما هو مناسب لكِي/لك قد لا يناسب شخصًا آخر، ولا توجد قواعد صارمة تحدد تكرار ممارسة الرضا الجنسي الذاتي، فهي مسألة تفضيل شخصي تمامًا.
لذا، لا داعي للقلق بشأن الإفراط في ممارسة العاده السريه إلى أن تبدأ عاداتك في التسبب لك بأي ضائقة جسدية أو عقلية أو عاطفية ؛ عند حدوث ذلك، فقد يكون هذا مؤشرًا على أنك تمارس العادة السرية أكثر مما هو صحي لك حاليًا.
على عكس الاعتقاد الشائع، لا يوجد حدٌّ محدد “للصحة” فيما يتعلق بممارسة الاستمناء ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى أن عادات الاستمناء لديك أصبحت مفرطة لدرجة تؤثر سلبًا على صحتك العامة والعاطفية، وتشمل هذه العلامات:
إذا كنت تعاني من أي من هذه العلامات، فمن المهم استشارة طبيبك أو اختصاصي صحة نفسية جنسية لمناقشة عاداتك ووضع خطة تعديل مناسبة لك.
بينما أُجريت بعض الأبحاث حول ما إذا كان “إدمان العادة السرية” مرضًا حقيقيًا أم لا، إلا أنه لا يوجد حاليًا تشخيص سريري له، كما أن “إدمان الاستمناء” غير معترف به كمرض عقلي من قبل DSM (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية) ؛ ومع ذلك، فإن “إكراه الاستمناء” أو “الاستمناء القهري” تُعتبر مصطلحات أكثر ملاءمة ويتم تصنيفها ضمن فئة “اضطرابات السلوك الجنسي القهري” أو “اضطرابات فرط الجنسانية“.
لا يُعتبر الاستمناء المتكرر “استمناء قهريًا” أو “إدمانًا على الاستمناء” ؛ ومع ذلك، إذا كنت تعاني من “اضطرابات في حياتك الشخصية اليومية” أو “حياتك المهنية” بسبب ممارسة العاده السريه بشكل مفرط وتتعرض لأي من مؤشرات الاستمناء المفرط المذكورة أعلاه، فقد يُعتبر ذلك “استمناء قهريًا”.
إذا كنت تعاني من اضطراب السلوك الجنسي القهري، والذي يظهر في صورة استمناء مفرط يُعيق حياتك اليومية، فاعلم أنك لست وحدك وهناك 3 خيارات علاجية متاحة لمساعدتك، وإليك ثلاثة من أهمها:
استشارة طبيب نفساني أو معالج نفسي هي الخطوة الأولى، ويمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يساعدك على فهم الأفكار والمشاعر التي تؤدي إلى سلوكك، وتطوير مهارات إدارة الإجهاد والتحكم في الانفعالات، كما يمكنهم تعليمك تقنيات إعادة التوجيه لمساعدتك على صرف انتباهك عن الأفكار والرغبات الجنسية المسيطرة.
مشاركة تجربتك في بيئة آمنة وداعمة يمكن أن تكون مفيدة للغاية، وتوفر مجموعات دعم اضطرابات السلوك الجنسي القهري فرصة للتواصل مع أشخاص يواجهون تحديات مماثلة، وتبادل الخبرات والحصول على التشجيع والدعم، وقد يوصيك معالجك النفسي بالانضمام إلى إحدى هذه المجموعات.
في حين لا يوجد حاليًا أدوية مصممة خصيصًا لعلاج اضطرابات السلوك الجنسي القهري، إلا أنه في بعض الحالات، قد يصف الطبيب المعالج أدوية لعلاج حالات أخرى قد تكون مصاحبة له، مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق، والتي يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية والسلوك الجنسي.
ملاحظة مهمة: استشارة الطبيب أو اختصاصي الصحة النفسية الجنسية هي الخطوة الأولى والأهم لتحديد العلاج المناسب لك، ولا تتردد في طلب المساعدة، فالعلاج الفعال متاح ويمكنه تحسين نوعية حياتك بشكل كبير.
كما هو الحال مع أي نشاط، يمكن أن يكون للإستمناء المفرط بعض الآثار الجانبية المحتملة على كل من الرجال والنساء ؛ ومن المهم ملاحظة أن هذه الآثار عادة ما تكون خفيفة وتختفي بمجرد تعديل وتيرة الاستمناء أو تغيير العادات المصاحبة له.
اضرار العادة السرية للبنات والسيدات:
سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، ويرتبط ظهوره بعدد من عوامل الخطورة، بما في ذلك العمر والعرق والوراثة والنظام الغذائي ونمط الحياة والعادات الجنسية والأمراض المنقولة جنسياً وغيرها.
يسود اعتقاد خاطئ لدى البعض بأن ممارسة العادة السرية بشكل متكرر يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا ؛ إلا أن الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى العكس تمامًا، حيث تُظهر نتائجها أن هناك علاقة عكسية بين وتيرة القذف وسرطان البروستاتا ؛ بمعنى آخر، كلما زاد عدد مرات القذف لدى الرجل، كلما قلّت احتمالية إصابته بهذا السرطان.
أظهرت إحدى الدراسات أن فوائد الاستمناء تزداد مع التقدم بالعمر، ولا يوجد خطر متزايد للإصابة بسرطان البروستاتا مرتبط بعمر القذف الأول، وكما أشارت دراسة أخرى إلى أن القذف المتكرر في مرحلة الشباب يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لاحقًا.
لم يتضح بعد السبب الدقيق وراء هذه العلاقة الإيجابية، إلا أن بعض النظريات تقترح أن الاستمناء يساعد في التخلص من المواد والخلايا التي قد تسبب التهابات في البروستاتا، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
على الرغم من اعتقاد البعض بوجود علاقة سببية بين الاستمناء والقذف المبكر، إلا أن الدراسات العلمية لم تثبت هذه العلاقة بشكل قاطع.
وفي حين أن بعض الرجال الذين يعانون من القذف المبكر (الوصول إلى الذروة خلال دقيقة واحدة من الجماع) قد يُنصحون بممارسة الاستمناء قبل ساعة أو نحو ذلك من العلاقة الحميمة، إلا أن فاعلية هذه الطريقة في تأخير القذف خلال العلاقة الجنسية مع الشريك لا تزال غير مثبتة علميًا.
لذلك، من المهم التأكيد على أن القذف المبكر ليس بالضرورة أحد آثار الاستمناء الجانبية، إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فلا تتردد في استشارة الطبيب لتحديد السبب الكامن وراءها والحصول على العلاج المناسب.
التعافي يبدأ اليوم
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة