ثنائي القطب “bipolar disorder” هو أحد أشهر الإضطرابات النفسية التي تصيب الملايين حول العالم، لذلك قد تكون يوماً صادفت مريض باضطراب ثنائي القطب في حياتك، يُعاني المرضى من أعراض هوس تتراوح حدتها من بسيطة إلى شديدة وهناك بعض الحالات تتطلب رعاية فورية بداخل المستشفى، وسوف نتعرف أكثر عن المرض وأسبابه وأعراضه وكيفية العلاج.
اضطراب ثنائي القطب، المعروف أيضًا بـ “الاضطراب الثنائي القطبي”، هو اضطراب نفسي يتميز بتغيرات متطرفة في المزاج تتراوح بين فترات الاكتئاب الشديد وفترات الهوس المرتفع، ويعتبر ثنائي القطب اضطرابًا مزمنًا ومتكررًا يؤثر على العمل اليومي والعلاقات الشخصية.
أثناء فترة الاكتئاب:
يعاني المصابون بثنائي القطب من انخفاض المزاج، والشعور بالحزن المستمر، وفقدان الاهتمام والمتعة في الأنشطة اليومية، وتغير في الشهية والوزن، وصعوبة النوم أو زيادة النوم، والشعور بالتعب والاستنزاف الجسدي والعقلي.
أما خلال فترة الهوس:
ينخفض النوم ويزداد النشاط والحماس، ويصبح المزاج مرتفعًا بشكل غير طبيعي، ويصاحب ذلك زيادة في النشاط العقلي والبدني، وزيادة في الكلام والتفاعلات الاجتماعية، والشعور بالثقة المفرطة والانتعاش العاطفي.
أسباب اضطراب ثنائي القطب لا تزال غير معروفة بشكل كامل ؛ ومع ذلك، هناك عوامل محتملة قد تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب، وتشمل:
1. العوامل الوراثية:
قد يكون للعوامل الوراثية دور في الاصابة بالاضطراب، حيث يكون للأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة مصابون بهذا الاضطراب ميلاً أكبر للإصابة به.
2. التغيرات الكيميائية في الدماغ:
يُعتقد أن التغيرات في الكيمياء الدماغية وعمل الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، قد تلعب دورًا في ظهور الاضطراب.
3. عوامل البيئة:
يمكن أن تؤثر العوامل البيئية مثل الإجهاد النفسي والعاطفي، والصدمات العاطفية، والتغيرات الحياتية الكبيرة في زيادة خطر الإصابة بثنائي القطب.
4. اضطرابات النوم:
يرتبط ثنائي القطب بمشاكل النوم، مثل الأرق واضطرابات النوم الأخرى.
5. تعاطي المواد مخدر:
بعض الدراسات تشير إلى أن تعاطي المواد المسببة للهلوسة أو المخدرات الأخرى في الماضي قد يزيد من خطر الإصابة باثنائي القطب.
لا يمكن تحديد سبب واحد ومحدد للاضطراب، وعادةً ما يكون تأثير مجموعة من العوامل معًا يؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب ؛ ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض ثنائي القطب استشارة الفريق الطبي المختص للحصول على تقييم دقيق وتوجيهات علاجية.
الأعراض تشمل التغيرات المتطرفة في المزاج، مثل الاكتئاب العميق والحزن المستمر، والهوس والانفعالات المرتفعة، وتقلب المزاج السريع، وفقدان النوم أو زيادة النشاط الحركي، والشعور بالاستهلاك الذهني والجسدي.
يجب على الأشخاص الذين يشعرون بتلك الأعراض أن يستشيروا الفريق الطبي المختص لتقييم حالتهم بدقة وتقديم العلاج المناسب.
يتطلب تشخيص اضطراب ثنائي القطب تقييمًا شاملاً للتاريخ الطبي والأعراض، وقد يشمل ذلك مقابلات مع الطبيب النفسي واستبعاد أي أسباب أخرى محتملة للأعراض.
وعادة ما يتم تشخيص الإصابة بالاضطراب خلال فترة المراهقة أو في خلال مراحل البلوغ المبكرة، وهناك بعض الحالات التي تصيب الأطفال، اما عند السيدات فيمكن أن تظهر الأعراض خلال فترة الحمل وبعد الولادة.
هناك عدة طرق لعلاج اضطراب ثنائي القطب، وتختلف العلاجات وفقًا لشدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية للفرد. قد تشمل طرق العلاج التالية:
يتم استخدام الأدوية للسيطرة على الأعراض وتقليل التقلبات المزاجية، ومن بين الأدوية المستخدمة الـ “estabilizers”، مثل:
يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيدًا لمساعدة المريض في التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بالاضطراب، ولذلك يشمل العلاج:
يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع المحيط بالمريض ذو أهمية كبيرة، ولذلك يتضمن:
الدعم الاجتماعي الاشتراك في مجموعات الدعم، والمشاركة في أنشطة اجتماعية، والتحدث مع أشخاص آخرين يعانون من نفس الحالة.
يمكن لتغيير النمط الحياتي أن يكون له تأثير إيجابي على اضطراب ثنائي القطب.
لذلك يجب الحرص على الحفاظ على نمط حياة منتظم، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العوامل المؤثرة على المزاج مثل التوتر والنوم غير الكافي وتعاطي المخدرات والكحول.
كما يجب أن يتم تحديد الخطة العلاجية المناسبة بالتشاور مع الطبيب المختص، حيث يعتمد ذلك على خصائص الحالة وتفضيلات المريض.
التعافي يبدأ اليوم
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة