اضطراب ثنائي القطب من الأمراض النفسية المنتشرة بشكل كبير، حيث يصيب به من 1:3 أشخاص من كل 100 شخص على مدار حياتهم، وعلى عكس الاكتئاب فإن هذا الاضطراب لا يميز بين الجنسين، حيث يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة، ومن الجدير بالذكر أن المصابين بهذا الاضطراب غالبًا ما يعانون من اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والوسواس القهري والإدمان واضطرابات الشخصية، بالإضافة إلى احتمال وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
كيف يبدأ مرض ثنائي القطب؟ من أكثر الأسئلة التي يتم طرحها من قبل الكثير من الأشخاص، فعادة ما يبدأ ظهور أعراض اضطراب ثنائي القطب خلال فترة المراهقة أو البلوغ، لكن يمكن أيضًا أن يظهر في أي وقت من حياة الشخص خاصة في ظل وجود عوامل مؤثرة مثل التعرض لأزمات حياتية أو المعاناة من أي اضطرابات أخرى.
هذا بالإضافة إلى أن الاضطراب ثنائي القطب له صلة وراثية قوية، فقد أشارت الأبحاث أن العوامل الوراثية تساهم بنسبة 80% في حدوث هذا المرض، على سبيل المثال إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالاضطراب ثنائي القطب، فإن خطر إصابة الطفل يرتفع إلى 10%، أما إذا كان كلا الوالدين مصابين، فإن هذا الخطر يرتفع إلى 40%.
الاضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي يجعل المريض يشعر بتغيرات حادة في المزاج بين الفرح والحزن، وهناك عدة أنواع لهذا المرض، وهي كما يلي:
الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول هو حالة تتميز بتقلبات مزاجية حادة بين نوبات هوسية وأخرى اكتئابية، ولتشخيص هذه الحالة، يجب أن تكون هناك نوبة هوسية واحدة على الأقل تستمر أسبوعًا أو أكثر أو تكون شديدة بما يكفي حتي تتطلب الرعاية الطبية.
يتميز اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني بوجود نوبات اكتئابية متكررة و نوبات هوس خفيف، على عكس النوع الأول الذي يشمل نوبات هوس حادة، ولكن على الرغم من أن الهوس الخفيف أقل حدة، إلا أن الاكتئاب المزمن في النوع الثاني غالبًا ما يؤثر بشكل أكبر على حياة المرضى.
الأشخاص المصابون باضطراب المزاج الدوري يعيشون حالة من التقلب المزاجي المستمر، وتتصف بفترات من الهوس الخفيف والاكتئاب الخفيف وقد تمتد هذه الأعراض لعامين على الأقل، ورغم ذلك قد يشهدون فترات قصيرة من الاستقرار المزاجي ولكنها لا تتجاوز الثمانية أسابيع.
الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب يشعرون بنوبات من الهوس أو الاكتئاب المتواجدة في النوع الأول أو النوع الثاني، ويمكن أن يشعروا بأعراض النوعين معًا.
المصاب بالاضطراب ثنائي القطب الدوري السريع يعاني من تقلبات مزاجية متكررة وشديدة، قد يمر خلالها بأكثر من أربع نوبات من الهوس والاكتئاب في العام الواحد، بل وقد يتغير مزاجه عدة مرات في اليوم نفسه.
لا يزال السبب الدقيق لمرض ثنائي القطب غير مفهوم بشكل كامل، ولكن يعتقد الخبراء أن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية قد تزيد من خطر الإصابة به، وهذه العوامل مثل ما يلي:
التعرض لصدمات نفسية شديدة في مرحلة الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال.
هناك مجموعة من المراحل التي يمر بها مريض اضطراب ثنائي القطب، ولكل مرحلة أعراض خاصة بها، وهي كما يلي:
يعتبر الذهان الهوسي حالة نفسية حادة تابعة الهوس، ويأتي بمجموعة من الأعراض، وهي:
الهوس الخفيف هو حالة مزاجية تتسم بالنشاط الزائد والبهجة، ولكن بدرجة أقل حدة من الهوس، ويعاني المصابون به من بعض الأعراض مثل:
في هذه الحالة قد يمر الشخص بنوبات مختلطة تتميز بوجود أعراض هوسية أو هوسية خفيفة وأعراض اكتئابية في وقت واحد، وتشمل هذه الأعراض:
عندما يترك اضطراب ثنائي القطب دون علاج يعرض حياة المصاب إلى الخطر، حيث تتجاوز نسبة محاولات الانتحار بين هؤلاء الأشخاص حوالى 6%، وبالإضافة إلى ذلك يعاني ما يقارب 30% إلى 40% من هؤلاء المرضى من سلوكيات إيذاء ذاتي، وهذا الاضطراب غالبًا ما يكون مصحوبًا بأشكال أخرى من الاضطرابات النفسية، مثل اضطرابات القلق أو اضطرابات تعاطي المواد المخدرة.
ويجب العلم أنه عندما يتم ترك الاضطراب ثنائي القطب دون علاج، تتفاقم أعراضه وتزداد مدة النوبات المزاجية، فقد تمتد نوبات الاكتئاب الخاصة بهذا المرض إلى عام كامل، بينما قد تستمر نوبات الهوس لستة أشهر أو أكثر.
هذا المرض قد يهدد حياة المريض، فاحتمالية إصابة أحد أفراد عائلتك به واردة، حيث يقدر أن شخصًا واحدًا من كل 35 يعاني منه، فإذا لاحظت على شخص ما استمرار هذه السلوكيات والتصرفات لفترات طويلة، فربما يكون يعاني من اضطراب ثنائي القطب.
ومن التصرفات الشائعة للاضطراب ثنائي القطب التحدث بسرعة، العمل لساعات طويلة دون تعب، صعوبة التركيز، تقلبات مزاجية حادة، أحلام غير واقعية، الإفراط في تناول المواد المخدرة، الهلوسات، وفترات طويلة من الاكتئاب الشديد.
إذا لاحظت على نفسك أو على شخص قريب منك أيًا من الأعراض التالية، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية الفورية:
وفقًا لأحدث البيانات التي جمعها المعهد الوطني للصحة العقلية في عام 2017، فإن حوالي 2.8% من السكان الأمريكيين تم تشخيصهم باضطراب ثنائي القطب خلال العام السابق، وهذا يعني أن الملايين من الأمريكيين يعانون من هذا الاضطراب والذي يتسبب في تقلبات حادة في المزاج بين حالات الهوس والاكتئاب.
علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 4.4% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من الاضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم، مما يؤكد انتشار هذا الاضطراب وتأثيره الكبير على الصحة النفسية للكثيرين.
وتشير بيانات موقع “أور ورلد إن داتا” إلى أن ما يقرب من 46 مليون شخص حول العالم عانوا من اضطراب ثنائي القطب في عام 2017.
يعرف الأطباء ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب ثنائي القطب أم لا من خلال الأعراض التي تظهر على المريض، حيث يتم تشخيص المريض باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول عندما يعاني من نوبة هوس واضحة وقد ترافقها أعراض أخرى مثل الأرق الشديد، أو زيادة الطاقة بشكل ملحوظ، أو أفكار غير واقعية.
يعالج الأطباء في مستشفى حريتي الاضطراب ثنائي القطب من خلال مجموعة من الخيارات، وهي كما يلي:
وختامًا، نكون وصلنا لنهاية موضوعنا الذي كان بعنوان اضطراب ثنائي القطب (اضطراب هوسيّ اكتئابيّ) وعرفنا كافة التفاصيل عنه، فإذا كنت تشعر أنت أو أحد أفراد أسرتك بأي من الأعراض التي قمنا بذكرها، يجب طلب المساعدة على الفور، فنحن هنا في مستشفى حريتي من أجل مساعدتك.
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة