تمثل قضايا المخدرات وأثرها على الصحة البشرية والمجتمع تحديًا كبيرًا يمتد عبر الزمان والثقافات ؛ تشكل جميع أنواع المخدرات ظاهرة معقدة تؤثر على جميع جوانب الحياة، من الأفراد إلى الأسر والمجتمعات بأكملها ؛ وترتبط بظروف اجتماعية ونفسية معقدة تزيد من تعقيد السيطرة عليها ومعالجتها.
وتنوع أشكالها وأنواعها يجسّد تحديًا إضافيًا في تحليل تأثيرها على الجسم البشري والنظام الاجتماعي ؛ ويهدف موضوعنا إلى استكشاف عناصر متعددة ل ظاهرة إدمان المخدرات، بدءًا من تصنيفها وفقًا لمصادرها وخصائصها الكيميائية، وصولًا إلى فهم تأثيرها المركب على الجهاز العصبي والتأثيرات الصحية والاجتماعية المترتبة عن تعاطيها.
سننظر في أثر المخدرات على الأفراد وكيفية تفاعلها مع مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على أهمية التوعية والوقاية كوسيلة للحد من انتشار هذه الظاهرة وآثارها الضارة ؛ ونجيب الآن علي:
ما هي أنواع المخدرات وتأثيرها؟
سؤالًا يؤرق العديد من الأسر التي بداخلها شخص وقع في فخ إدمان المخدرات، وترغب في معرفة المزيد من المعلومات عنها، لذا سنسلط الضوء من خلال المعلومات أدناه على مختلف أنواع المخدرات، بدءًا من تصنيفها وصفاتها الفيزيولوجية، مرورًا بآثارها النفسية والجسدية، وصولًا إلى استشراف التداعيات الاجتماعية لانتشارها.
المخدرات وإدمانها هي المشكلة الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا مؤخرًا، وترتبط تأثيراتها بنوع المخدر، ونوضح في البداية أن النباتات كانت هي المصدر الأساسي للمخدرات، واستخرجت من زهورها وأوراقها أنواع عديدة من المهدئات أو المسكنات بهدف استخدامها في العلاج، قبل أن تكتشف بعض الحضارات تأثيرها المهيج لمشاعر النشوة والمتعة عن طريق التأثير على المراكز العصبية في المخ.
وبمرور الوقت بدأ دمج نوعين أو أكثر منها لاستخلاص نوع جديد بأثر مختلف، وساعدت التكنولوجيا الحديثة باستخدام المعادلات الكيميائية في اكتشاف طرق أخرى لتصنيع المخدرات من خلال خلط أكثر من مركب كيميائي وتصنيع المؤثرات على الدماغ معمليًا، ورغم هذا التنوع والاختلاف إلى أن التأثير والضرر في النهاية واحد، بل أصبحت المخدرات الاصطناعية هي الأخطر على الإطلاق.
وشملت أضرارًا كبيرة على حياة المتعاطي من كافة المناحي، منها مشاكل صحية ونفسية، وقد وصل الخطر إلى تهديد الحياة والموت المفاجئ، وزادت في المجتمع معدلات الجريمة والخلل في الوظائف العامة والالتزامات الأسرية والاجتماعية، لذا ننتقل إلى تفاصيل أكثر دقة حول أنواع المخدرات وتأثيرها.
أنواع المخدرات التي يتم تعاطيها متعددة، وجميعها تسبب تأثيرات مختلفة على الدماغ والجهاز العصبي بحسب نوعها، لذا نذكر لك أهم الأنواع الأكثر شيوعًا في الوسط الإدماني، كما يلي:
المخدر | الأعراض | الآثار الضارة |
---|---|---|
القنب | تغيير في الوعي / زيادة الشهية / تأثير على الذاكرة القصيرة | تأثير على الصحة النفسية / تدني الأداء العقلي والبدني |
الأفيون | تسكين الألم / شعور بالراحة والنشوة | ادمان، زيادة خطر الوفاة بسبب تقاطع التنفس |
الهيروين | شعور بالنشوة والراحة / تقليل الألم | ارتفاع خطر الإصابة بأمراض معدية / تلف أعضاء الجسم |
الكيتامين | فقدان الوعي / تشوش الرؤية والتفكير | تأثير على الصحة النفسية / تشوه الوعي |
إل إس دي | توهج بصري / تحسين المزاج | تأثيرات نفسية غير مستقرة / زيادة خطر الانتحار |
حبوب إكستاسي “إم دي إم إيه” | زيادة الطاقة / تعزيز العواطف الإيجابية | ارتفاع درجة الحرارة / مشاكل في الجهاز القلبي والوفاة |
الكوكايين | شعور بالقوة واليقظة / تحفيز النشاط البدني | ارتفاع ضغط الدم، مشاكل في الجهاز القلبي والوفاة |
الأمفيتامين | زيادة الطاقة واليقظة / تحفيز النشاط البدني | تأثير على الجهاز القلبي / تأثيرات نفسية سلبية |
الكبتاجون | تحفيز الجهاز العصبي / زيادة الاندفاع والنشاط | ارتفاع ضغط الدم / آثار نفسية سلبية |
الكريستال ميث | زيادة الطاقة واليقظة / تحفيز النشاط البدني | تدمير خلايا المخ / ارتفاع مستويات القلق والتوتر |
الشبو | تحفيز الجهاز العصبي / زيادة الطاقة واليقظة | تأثيرات نفسية سلبية / اضطرابات في النوم |
المهدئات “البنزوديازيبينات” | تهدئة الجهاز العصبي / تخفيف القلق والتوتر | ادمان، تأثير على القدرة على الانتباه والذاكرة |
الستيرويدات | زيادة العضلات والقوة / تحفيز الأداء الرياضي | تأثير على الجهاز القلبي والوعائي / تقلبات في المزاج |
حبوب الترامادول | تخفيف الألم / تأثيرات مهدئة | تأثيرات جانبية على الجهاز العصبي / اضطرابات في الجهاز الهضمي |
ليريكا | تخفيف الألم / تحسين المزاج | دوخة / تشوش في الرؤية / ارتفاع في وزن الجسم |
ليرولين | تحفيز الجهاز العصبي / زيادة الطاقة والتركيز | ارتفاع ضغط الدم / تأثيرات على الجهاز القلبي |
الماريجوانا الاصطناعية | تأثير نفسي مشابه للقنب | زيادة خطر الجلطات / تأثير على الجهاز العصبي |
عقاقير الهلوسة | تشوش في الواقع / رؤى غير حقيقية | انفصام / تأثير على الوعي والسلوك |
حبوب إل إس دي LSD | تأثيرات هلوسية قوية | تأثير على الصحة النفسية / تفاقم اضطرابات نفسية |
ديكستروميثورفان DXM | تأثير مخدر مهدئ ومسكن للسعال | تأثيرات نفسية غير مستقرة، تأثير على الجهاز العصبي |
برشام باركينول | تأثير مهدئ ومسكن للألم | تأثيرات جانبية على الجهاز العصبي / تشوه في الوعي |
الحبوب المنومة | تسكين الأرق وتحسين النوم | ادمان / تداخل مع أنماط النوم الطبيعية |
الاستروكس | زيادة الطاقة والوعي / تحسين المزاج | ارتفاع ضغط الدم / زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب |
الفودو | تأثيرات مهدئة ومخدرة | تأثيرات جانبية على الجهاز العصبي / تشوه في الوعي |
البودر | زيادة الحالة المزاجية والطاقة | ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسلوك العدواني |
الفلاكا | تحفيز الجهاز العصبي / زيادة الطاقة واليقظة | ارتفاع ضغط الدم / تأثيرات نفسية سلبية |
استخدمت المخدرات في الشرق الأوسط وأسيا كانت تستخلص المخدرات من مصادر طبيعية في البداية مثل الأفيون من نبات الخشخاش والحشيش من القنب الهندي، وتطور الأمر إلى تصنيعها بالكامل، وهناك أيضا مخدر شبه صناعي عن طريق إضافة مواد مصنعة إلى نبات طبيعي، ويمكن تقسيم أنواع المخدرات من حيث المصدر والمنشأ كالتالي:
المصدر: | المخدر: |
مخدرات طبيعية | الخشخاش / نبات الكوكا / القات / القنب الهندي. |
مخدرات شبه مصنعه | الهيروين من الأفيون / المورفين من الأفيون / الكوكايين من نبات الكوكا / الماريجوانا من القنب الهندي. |
مخدرات مصنعه | الأمفيتامين / الكبتاجون / الكريستال ميث “الشبو” / الاستروكس / الكيميكال “الاكستاسي”. |
تستهدف المخدرات الجهاز العصبي بشكل أساسي، ويمكن أن تتسبب تعاطي المخدرات في تنشيط وتسريع آدائه أو إبطاء نقل الرسائل الحيوية بين العقل والجسم، ويمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات على المدى الطويل إلى إعاقة الأداء السليم للجهاز العصبي والتأثير على النواقل العصبية وتلف الأعصاب والأنسجة، من خلال تغيير كيمياء الدماغ ويتطور الأمر إلى تلفها، ويختلف هذا التأثير حسب نوع المخدر، حيث تنقسم أنواع المخدرات من حيث التأثير على الجهاز العصبي كالتالي:
النوع: | التفاصيل: |
المنشطات | هي محفزات للجهاز العصبي المركزي، وتعمل على زيادة الانتباه واليقظة وتعزيز مستوى النشاط، وعلى المدى الطويل تؤدي للإصابة بالهلوسة السمعية والبصرية، مثل الكوكايين والميثامفيتامين. |
المثبطات | وتعمل المثبطات لتهدئة الجهاز العصبي المركزي، وتسبب الشعور بالنشوة والسعادة الوهمية والاسترخاء والرغبة في النوم، ومنها الأدوية الأفيونية والبنزوديازيبينات والكحول. |
المستنشقات | مواد مثل بخاخات الأيروسول ومخفف الطلاء والطلاء والبنزين، تستخدم بهدف التأثير على الجهاز العصبي، لكنها تؤدي لنقص أكسجة الدماغ، وتؤثر على القدرات الإدراكية، وتدمر الأنسجة المخاطية في الأنف. |
المهلوسات | هي مواد تؤثر على الجهاز العصبي وتغير من آلية عمله، ويصاب مدمن المهلوسات باضطراب الإدراك تجاه الموجودات وتكثيف المشاعر أو تشويهها، وتسبب الهياج والهلوسة. |
النيكوتين | يعتقد المدخنين أن السجائر لا تسبب الإدمان، بينما أثبتت الأبحاث أن مادة النيكوتين الموجودة في التبغ تؤدي يمكن أن تغير وظائف المخ بشكل كبير وتسبب الاعتماد الجسدي والنفسي. |
القنب | تستخرج عدة أنواع من المخدرات من نبات القنب، ومنها ما يستخدم في تهييج أو تثبيط الجهاز العصبي للشعور بالنشوة مثل الحشيش والماريجوانا. |
الذهان هو أحد أعراض إدمان الحبوب المخدرة الناتجة عن تعاطي عقارات الهلوسة، وتؤدي الجرعات الزائدة منها إلى ظهور الأمراض العقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام وجنون العظمة، ولتجنب تلك الأضرار الخطيرة، ومن أبرز أنواع المخدرات التي تسبب الجنون، ما يلي:
تسبب المخدرات أضرار خطيرة على الفرد والمجتمع، لكن لا يمكن تجاهل أن تأثيرها يختلف حسب نوعيتها وكمية ومدة التعاطي، فالبعض يحصل على العقاقير المهدئة لتسكين الألم أو منشطات الحالة المزاجية للشعور بالنشوة والتي تؤدي بهم إلى إدمانها ويصل الأمر إلى تعاطي مخدر ذو تأثير كبير على الحالة العقلية والنفسية، وقد تؤدي جرعة زائدة منه إلى الموت وتتطلب التدخل العلاجي فورا، ولذلك يجب أن تعرف ما هي أخطر أنواع المخدرات؟ ونقدمها لك كالتالي:
حذرت وزارة الصحة السعودية من تعاطي المخدرات وخطورتها على الفرد والمجتمع، وتسبب أمراض نفسية وعقلية وجسدية خطيرة، وأوضحت في التحذير أسماء المخدرات المتداولة بين الشباب في السعودية وهي كالتالي:
لماذا يلجأ الشباب لتعاطي المخدرات؟ للإجابة على هذا السؤال يجب معرفة أن دوافع كل شخص لإدمان المخدرات تختلف عن الآخر، وفي مرحلة الشباب ترتبط الأسباب بالبيئة المحيطة والكثير من العوامل الأخرى، ومن تلك الأسباب:
تؤدي المخدرات إلى مضاعفات خطيرة على الشباب نتيجة صغر سنهم وتعدد التغيرات الفسيولوجية في الدماغ والجسم وقابلية أجسادهم وعقولهم للنمو والتطور، ونقدم لك بالتفصيل إجابة عن ما هو التأثير السلبي للمخدرات على الشباب:
تستهدف المخدرات الدماغ بشكل أساسي، ومع بدء فترة الإدمان في سن مبكرة تزداد فرص الإصابة بأمراض نفسية وعقلية خطيرة، منها الذهان وجنون العظمة، فضلا عن مضاعفات تعاطي المخدرات الأخرى مثل ضعف المناعة، قلة التركيز، زيادة ضربات القلب، صعوبة في التنفس.
بعد إدمان الشباب للمخدرات لفترة طويلة، يكون الحصول على المادة المخدرة هدفه الأساسي ما يدفعه إلى إنفاق المال بصورة كبيرة وسرقته أحيانا، ويبتعد عن الأسرة ودراسته ويتجاهل مهامه الوظيفية، وقد تدفعه المخدرات إلى ارتكاب الجرائم والسقوط تحت طائلة القانون، إضافة إلى الكذب واختلاق الأعذار، فيما قد تسبب بعض المخدرات العصبية المفرطة التي تؤدي إلى الاندفاع واتخاذ القرارات المتهورة.
المخدرات لها تأثير مدمر على المجتمع والأسرة وتؤدي إلى زيادة نسب الطلاق وانتشار معدل الجرائم، ولذلك احذر التأثير السلبي للمخدرات على الأسرة والمجتمع، والذي يحدث كما يلي:
يمكن أن تؤدي المخدرات إلى تفاقم وزيادة المشاكل الأسرية، وبينها زيادة معدلات الطلاق والعنف الأسري وإهمال الأبناء وعدم الوفاء بالالتزامات المادية وفقدان الوظائف.
تؤدي المخدرات إلى انهيار المجتمعات وتدميرها، حيث تسبب الإهمال في الوظائف وانتشار الجريمة وظهور العنف في الشوارع والطرقات وزيادة حالات الاعتداء الجنسي وزيادة معدل الوفيات والتأثير على تقديم الخدمات الصحية من قبل المؤسسات الحكومية.
التوعية حول المخدرات وإعادة التأهيل يتطلب معرفة أنواع المخدرات وتأثيرها على الشخص المدمن لإيصال رسالة التوعية بالصورة السليمة وإتاحة الأنشطة المناسبة للقضاء على الأفكار السلبية، ويتم ذلك عن طريق التالي:
علاج إدمان المخدرات بأنواعه يستهدف استعادة صحة الفرد ونشاطه الاجتماعي والحفاظ عن حياته، عن طريق بعض الخطوات، ويوفر مستشفى حريتي للطب النفسي وعلاج الإدمان واحد من أفضل برامج العلاج، والتي تبدأ بالفحص وتحديد الدواء المناسب ومتابعة الدمج في المجتمع، وإليك تفاصيل الخطة العلاجية:
في تلك المرحلة يتم إجراء فحوصات شاملة لبيان نوعية المخدر ونسبته في الدم، مع تقييم نفسي لمعرفة مدى تأثيره على الحالة النفسية والعقلية للشخص، وتحديد برنامج العلاج المناسب له.
هي مرحلة التخلص من المخدر وتطهير الجسم من أثاره باستخدام برنامج دوائي متكامل يتضمن مزيج من الأدوية ذات تأثيرات متنوعة، تستهدف استعادة توازن خلايا المخ العصبية ووظائف عمل الجسم، وتخفيف آلام الأعراض الانسحابية وتقوية مناعة الجسم.
بعد التخلص من المخدر وسحبه من الجسم، يشرف طبيب نفسي على تأهيل المتعافي من الإدمان نفسيا وتأهيله لمرحلة ما بعد العلاج، وذلك باستخدام برنامج التأهيل السلوكي المعرفي الذي يساعد على تغيير الأفكار السلبية التي أدت إلى الإدمان، وتنمية دوافع المدمن لمقاومة الانتكاس ورفض العودة للمخدرات مجددا من خلال تعلم مخاطر تعاطي المخدرات على كافة مناحي حياته.
هدف تلك المرحلة الرئيسي تجنب الانتكاس والعودة للمخدر مرة أخرى، من خلال متابعة المتعافى ومساعدته على الاندماج في المجتمع وتأهيله سلوكيا، ويجري ذلك عن طريق جلسات علاج نفسي دورية مع الطبيب المختص بعد خروج المتعافي من مستشفى حريتي.
التعافي يبدأ اليوم
تقع مسؤولية الحماية وتجنب أضرار المخدرات على عاتق الجميع، ويتطلب اتخاذ التدابير المناسبة للرعاية، وفي سبيل حماية أسرتنا ومجتمعنا من هذا الخطر، إليك أسلوب الوقاية من المخدرات وعدم الوقوع في الإدمان لكل من الفرد والأسرة والمجتمع:
يتطلب على الفرد اتخاذ بعض التدابير للوقاية من المخدرات، ويأتي ذلك عن طريق الخطوات التالية:
إذا أرادت الأسرة حماية أفرادها من الإدمان يجب عليها توفير الجو الصحي والأسري المناسب، وذلك عن طريق:
يقع على عاتق المجتمع احتواء أفراده لخلق بيئة صحية تساعد على تقدمه ونموه، وتضمن بذلك حمايتهم من المخدرات وأضرارها، ويتم ذلك عن طريق التالي:
هل تبحث عن مكان للبدء؟
الأسئلة الشائعة حول أنواع المخدرات وتأثيراتها