أضرار الحشيش على المخ والجهاز العصبي: 3 تأثيرات وطرق العلاج

أضرار الحشيش على المخ والجهاز العصبي: 3 تأثيرات وطرق العلاج

إن إدمان الحشيش يشمل نطاقًا واسعًا من العالم، لاسيما على مستوى الوطن العربي ؛ ويكفيك فقط أن تعلم أن نسبة مدمني الحشيش تتجاوز 20% من إجمالي متعاطي المخدرات في بعض البلدان العربية، وفي هذا الصدد نتناول أبرز أضرار الحشيش على المخ من خلال السطور القادمة، لذا تابع معي بعناية.

ما هو مخدر الحشيش؟

يجب علينا أولاً أن نجيب على ما هو الحشيش؟ لكي نتعرف بشكل أعمق على ما هي أضرار الحشيش على المخ ؛ الحشيش هو نبات عشبي يُعرف علميًا باسم القنب الهندي (Cannabis sativa)، استُخدم هذا النبات لأغراض طبية وترفيهية منذ آلاف السنين، ويحتوي نبات القنب على مركبات كيميائية تُعرف باسم القنبيات (Cannabinoids)، وأشهرها تتراهيدروكانابينول (THC) والكانابيديول (CBD).

  • تتراهيدروكانابينول (THC) هو المادة المسؤولة عن التأثيرات النفسية للحشيش، بينما يُعرف الكانابيديول (CBD) بتأثيراته الطبية المتعددة.

أشكال الحشيش:

  1. الأوراق المجففة: الشكل الأكثر شيوعًا، حيث يتم تدخينها أو طحنها وخلطها مع الطعام.
  2. الراتنج: مادة زيتية لزجة يتم استخلاصها من نبات القنب، وعادة ما تُدخن أو تُبخر.
  3. زيت الحشيش: سائل مركز يتم استخلاصه من نبات القنب، ويُتناول عن طريق الفم أو يُضاف إلى الطعام.

هل الحشيش إدمان؟

نعم، يمكن أن يكون الحشيش مسببًا للإدمان لدى بعض الأشخاص، الإدمان هو حالة نفسية وبدنية تتطور مع استخدام المواد المخدرة بشكل مستمر، مما يؤدي إلى الاعتماد على هذه المادة لتحقيق نفس التأثيرات النفسية والجسدية.

إليك بعض النقاط الرئيسية حول إدمان الحشيش:

  1. التأثيرات النفسية والجسدية: مادة تتراهيدروكانابينول (THC) الموجودة في الحشيش تؤثر على نظام المكافأة في الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالنشوة والاسترخاء، ومع الاستخدام المستمر، يمكن أن يصبح الشخص معتمدًا على هذه التأثيرات.
  2. التحمل (Tolerance): مع مرور الوقت، قد يحتاج المستخدم إلى كميات أكبر من الحشيش لتحقيق نفس التأثيرات التي كان يشعر بها في البداية، وهذا يؤدي إلى زيادة في الاستخدام وتفاقم الإدمان.
  3. الأعراض الانسحابية: عند محاولة التوقف عن استخدام الحشيش، يمكن أن يعاني الشخص من أعراض انسحابية مثل القلق، والاكتئاب، وصعوبة النوم، والتهيج، وفقدان الشهية.
  4. التأثير على الحياة اليومية: يمكن أن يؤثر إدمان الحشيش على الأداء الأكاديمي أو المهني، والعلاقات الشخصية، والصحة العامة.

من المهم للأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد يكونون مدمنين على الحشيش أن يبحثوا عن الدعم والمساعدة المهنية، سواء من خلال العلاج النفسي أو المجموعات الداعمة أو البرامج المتخصصة في علاج الإدمان.

تأثيرات الحشيش على الدماغ: رحلة من النشوة إلى الخلل الوظيفي

تأثير الحشيش على العقل يمكن أن يكون واسع النطاق ويعتمد على عدة عوامل مثل كمية ونوعية الحشيش المستخدم، وتكرار الاستخدام، والعوامل الفردية مثل العمر والجينات والصحة العقلية، إليك بعض النقاط الرئيسية حول تأثير الحشيش على العقل:

1. التأثيرات الفورية:

  • الانتباه والتركيز: يمكن أن يضعف الحشيش القدرة على التركيز والانتباه، مما يؤثر على الأداء في المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا.
  • الذاكرة: يمكن أن يؤثر الحشيش على الذاكرة قصيرة المدى، مما يجعل من الصعب تذكر الأشياء التي حدثت مؤخراً.
  • الإدراك: قد يسبب الحشيش تغيرات في الإدراك، مثل تغيير الإحساس بالوقت والمكان.

2. التأثيرات النفسية:

  • النشوة والاسترخاء: العديد من الناس يستخدمون الحشيش للشعور بالنشوة أو الاسترخاء.
  • القلق والبارانويا: بعض الأشخاص قد يعانون من القلق أو البارانويا بعد استخدام الحشيش، خاصة عند استخدام كميات كبيرة.
  • الاضطرابات النفسية: الاستخدام الطويل والمتكرر للحشيش قد يزيد من خطر تطوير اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وقد يساهم في ظهور أو تفاقم أعراض الفصام لدى الأشخاص المعرضين لذلك.

3. التأثيرات طويلة الأمد:

  • التعلم والذاكرة: الاستخدام المزمن للحشيش يمكن أن يؤثر سلبًا على وظائف التعلم والذاكرة، مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والمهني.
  • التنمية العصبية: لدى الشباب والمراهقين، قد يؤثر الحشيش على تطور الدماغ، مما يمكن أن يكون له تأثيرات دائمة على القدرات العقلية والوظائف التنفيذية.
  • الإدمان: كما ذُكر سابقًا، يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر للحشيش إلى تطوير إدمان، مما يجعل الشخص يعتمد عليه نفسيًا وبدنيًا.

من المهم أن يتفهم الأفراد هذه التأثيرات وأن يتخذوا قرارات مستنيرة بشأن استخدام الحشيش، خاصة إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية عقلية أو لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية ؛ للحصول على المشورة والدعم، يمكن للأشخاص التوجه إلى مختصين في الصحة النفسية أو برامج علاج الإدمان.

أضرار الحشيش على المخ والجهاز العصبي

أضرار الحشيش على المخ والجهاز العصبي متعددة ومعقدة، وتؤثر على وظائف مختلفة قد تكون لها آثار طويلة الأمد.

أضرار الحشيش على المخ:

  1. تأثير على الذاكرة: يؤدي تعاطي الحشيش إلى مشاكل في الذاكرة قصيرة الأمد وطويلة الأمد، ويمكن أن يعاني المستخدمون من صعوبة في تذكر المعلومات أو تعلم مهارات جديدة.
  2. تأثير على التركيز: يعاني المتعاطون من نقص في القدرة على التركيز والانتباه، مما يؤثر على الأداء في العمل والدراسة.
  3. اضطرابات القلق والاكتئاب: قد يزيد الحشيش من مخاطر تطوير اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
  4. التغيرات المزاجية: يمكن أن يتسبب تعاطي الحشيش في تقلبات مزاجية حادة وتغيرات في السلوك.
  5. التأثير على التفكير والإدراك: يؤثر الحشيش على القدرة على التفكير بوضوح، واتخاذ القرارات، ومعالجة المعلومات.

أضرار الحشيش على الجهاز العصبي:

  1. التأثير على الدوبامين: يؤدي الحشيش إلى زيادة إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يسبب شعوراً بالمتعة والنشوة، ولكن التعاطي المستمر يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في كيفية إفراز هذا الناقل العصبي، مما يؤثر سلباً على الحالة المزاجية.
  2. التأثير على الحبل الشوكي: قد يؤثر الحشيش على الوظائف الحركية وردود الأفعال العصبية، مما يؤثر على التوازن والتنسيق.
  3. التأثير على الخلايا العصبية: يمكن أن يتسبب الحشيش في تلف الخلايا العصبية، مما يؤثر على الاتصالات العصبية والقدرة على التعلم.
  4. الاضطرابات العصبية: تعاطي الحشيش يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية مثل الفصام والاضطراب الثنائي القطب.

كيف يسبب الحشيش انخفاض في معدلات الذكاء؟

  • لم تتوصل الدراسات والأبحاث في هذا الشأن إلى نتائج متوافقة، وربما يرجع ذلك إلى اختلاف العوامل الأخرى المؤثرة على الذكاء، مثل البيئة والجينات وغير ذلك.
  • لكن بوجه عام، توصلت بعض الدراسات إلى إمكانية خسارة المدمن لعدد من نقاط الذكاء يصل إلى 8 في المتوسط، خاصة إذا كان قد بدأ في التعاطي في سن المراهقة.
  • كما أشارت الدراسة إلى أن المراهق الذي توقف عن التعاطي في سن البلوغ لم يسترد نقاط الذكاء التي فقدها من قبل.

كيف يسبب الحشيش الإصابة بالفصام؟

الحشيش يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام لدى الأفراد المعرضين لهذا الخطر، ويسبب الحشيش الإصابة بالفصام عن طريق:

  • تأثيرات كيميائية: الحشيش يحتوي على مركب THC الذي يؤثر على نظام الدوبامين في الدماغ ؛ الدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بالتحكم في المشاعر والتفكير، والتغيرات الكبيرة في مستويات الدوبامين يمكن أن تؤدي إلى أعراض ذهانية، مثل الهلوسة والأوهام.
  • تسريع ظهور الأعراض: في الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للفصام، يمكن أن يسرع تعاطي الحشيش ظهور أعراض الفصام في وقت مبكر.
  • التأثير على الإدراك: الحشيش يؤثر على الإدراك والتفكير، مما قد يزيد من احتمالية تطور حالات ذهانية في الأفراد الذين يستخدمون الحشيش بشكل مفرط.

تأثير الحشيش على الفصام يتفاوت من شخص لآخر، لكنه قد يكون خطيرًا خصوصًا في الحالات التي يكون فيها الشخص عرضة للإصابة بالأمراض النفسية.

كيفية علاج أضرار الحشيش على المخ؟

علاج أضرار الحشيش على المخ يتطلب اتباع نهج شامل يشمل العناية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي. إليك بعض الخطوات الرئيسية التي يمكن اتخاذها:

التوقف عن الاستخدام:

أول خطوة هامة هي الامتناع تمامًا عن استخدام الحشيش. يساعد التوقف في تقليل الأضرار على المدى البعيد وتحسين وظائف المخ.

الاستشارة الطبية:

من المهم استشارة طبيب مختص في الطب النفسي أو العلاج من الإدمان. يمكن للطبيب أن يقدم تقييمًا دقيقًا ويقترح خطة علاج ملائمة.

العلاج النفسي:

العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يكون مفيدًا في معالجة المشكلات النفسية والعاطفية الناتجة عن استخدام الحشيش. يساعد هذا العلاج في تعديل السلوكيات والأفكار المرتبطة بالإدمان.

التأهيل والدعم الاجتماعي:

الانضمام إلى مجموعات دعم أو برامج تأهيل يمكن أن يوفر بيئة داعمة للأشخاص الذين يتعافون من آثار الحشيش. الدعم الاجتماعي يلعب دورًا مهمًا في عملية التعافي.

التغذية السليمة والتمارين الرياضية:

تحسين النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في استعادة صحة المخ وتحسين الحالة العامة للجسم.

الرعاية المستمرة:

المتابعة المستمرة مع الأطباء والمعالجين ضرورية لضمان التقدم وتجنب الانتكاس.

إن عملية التعافي أو علاج أضرار الحشيش على المخ قد تستغرق وقتًا وجهدًا، ولكن الالتزام بالعلاج والدعم المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في التعافي من آثار الحشيش على المخ.

مدة بقاء الحشيش في الدماغ

مدة بقاء الحشيش في الدماغ تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك كمية الحشيش المستخدمة، وتكرار الاستخدام، وحالة الشخص الصحية عمومًا، يمكن أن يظل الحشيش في الدماغ ويدخل إلى الجهاز العصبي المركزي لفترة تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام بعد الاستخدام.

  • يظهر في البول لمدة 3 أيام في حالة الاستخدام المحدود، وقد يستمر في الظهور إلى 30 يومًا منذ أخر مرة من التعاطي في حالة الاستخدام المكثف.
  • يظهر في الدم لمدة تتراوح بين 2 إلى 12 ساعة، وقد يستمر في الظهور إلى 30 يومًا حالة الاستخدام المزمن.
  • قد يستمر بالظهور في اللعاب حتى 72 ساعة.
  • تُقدر مدة بقاء الحشيش في الشعر حتى 90 يومًا.

متى يموت متعاطي مخدرات الحشيش؟

الحشيش بحد ذاته ليس معروفًا بكونه مميتًا بشكل مباشر، لكن تعاطيه يمكن أن يؤثر على الصحة العامة ويزيد من المخاطر الصحية ؛ المشكلات المحتملة تشمل:

  1. المشاكل النفسية: يمكن أن يسبب استخدام الحشيش مشاكل نفسية حادة، مثل الذهان أو الاكتئاب، والتي قد تؤدي إلى تصرفات خطيرة.
  2. الحوادث: التأثيرات العقلية للحشيش قد تزيد من احتمالية الحوادث، مثل حوادث السيارات.
  3. التأثيرات الصحية طويلة الأمد: الاستخدام المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العامة، بما في ذلك الجهاز التنفسي والصحة العقلية.
  4. التأثيرات على سلوك الأفراد: يمكن أن يؤدي استخدام الحشيش إلى سلوك غير آمن أو متهور، مما قد يسبب مخاطر على الحياة.

لا توجد حالات موثقة تُشير إلى الوفاة المباشرة بسبب الحشيش نفسه، لكن المخاطر المرتبطة باستخدامه يمكن أن تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة قد تؤثر على الحياة.

الأسئلة الشائعة

خلال مدة تتراوح بين 10 إلى 28 يوم.
لا، حيث يمتلك الحشيش تأثيرًا سلبيًا على الجهاز العصبي.
في حالة الاستخدام المتكرر والمزمن قد يكون من الصعب الحصول على الخلايا التي فقدتها.

آخر تحديث: 23 نوفمبر، 2024


تواصل بسرية