ان برنامج الماتريكس لاعادة تأهيل المدمن هو برنامج يهدف الى علاج المدمن جسديا ونفسيا باستخدام العقاقير حسب الحاجة اليها
وايضا باستخدام العلاج المعرفى السلوكى والطب النفسى لمساعدة المدمن فى رحلة تعافيه
وقد تم تاسيس برنامج الماتريكس وتجربته لاول مرة عام 1980 وقد اثبت نجاحا فى مساعدة الكثير من المدمنين والمرضى النفسيين فى رحلة تعافيهم
وهو من اكثر البرامج شيوعا واستخدما حول العالم وفى المراكز العلاجية المختلفة لفاعليته وقوة تأثيره فى كثير من الحالات.
ان برنامج الماتريكس لاعاده تأهيل المدمن والمريض النفسى يستخدم شقى العلاج الكيميائى والنفسى
بداية من اعراض الانسحاب التى تعتمد عند كل مدمن على نوع مخدره وسنوات التعاطى وحالة جسده المتأثرة برواسب المخدرات
ثم العلاج المعرفى السلوكى الذى يجمع بين المعرفة أو تصحيح المعرفة المغلوطة للشخص عن نفسه والمحيطين والحياة والمجتمع وبين السلوك أو تعديل السلوك ليتصالح الشخص بأفعاله مع ما ومن حوله ويعتاد سلوكيات جديدة سوية وانسانية غير شاذة أو متطرفة كما سبق،
وذلك يتم عن طريق الجلسات الفردية والإجتماعات والمجموعات العلاجية والتوعية الأسرية ثم المتابعة والإختبارات الدورية.
تتشابه مرحلة سحب السموم أو أعراض الإنسحاب فى جميع البرامج
وتختلف فى نوعية العلاج المستخدم والمدة حسب نوع المخدر
ومدة التعاطى وحالة المدمن النفسية والجسدية ومدى استجابته للعلاج
وتعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل ألماً وصعوبة لأن المدمن قد اعتاد استخدام المخدر لمدة ما
والهروب به من جحيم الواقع كما يراه بل واستخدامه كدافع للمواجهة
والإستمرار فى حياة لا يرغب بها والتعامل مع أشخاص حوله يرى نفسه مختلف عنهم بدرجة كبيرة
ويعالج بها خوفه الدفين الذى هو سبب مرضه وهروبه بإستخدام المخدر أو السلوكيات الغريبة الشاذة منذ طفولته كرد فعل تلقائى لمشاعره السلبية تجاه نفسه والآخرين،
وقد يخضع المدمن فى تلك المرحلة لعديد من الفحوصات للإطمئنان على حالته العامة والأمراض التى ربما قد أصابته أثناء فترة الإدمان النشط.
يبدأ العلاج فى برنامج الماتريكس بجلسات المدمن الفردية مع الطبيب أو المعالج لكسر حاجز الخوف والتوقعات فى البداية
ولمساعدة المدمن فى مرحلة علاجه الأولى على كسر الحواجز
وتخطى مرحلة مواجهة الحياة الأولى دون استخدام المخدرات
وتعد أول مرحلة هى الأكثر من جهة الصراعات الداخلية وتزاحم الأفكار والصدمة بما قد تسبب به المدمن فى أيام إدمانه النشط من أذى لنفسه وللآخرين
وكم الخسائر التى لم يكن يشعر بها أثناء التعاطى
بل كانت حياته بأكملها تتمحور فقط فى الحصول على جرعته اليومية مهما كانت الطريقة أو الوسيلة لبلوغ هذا الهدف
لأنه كان يعيش فقط ليتعاطى لكى يعيش دون نظر للعواقب
لذلك فإنه يحتاج لتلك الجلسات الفردية لكسر حالة الإنكار أيضاً التى تصيبه بمجرد توقفه فى فترة سحب السموم عن التعاطى
ان بمقدوره الإستمرار متوقفاً عن التعاطى دون الحاجة لتكملة البرنامج واعادة التأهيل فى كامل مدتة
وهى مجرد أفكار للعودة متخفية خلف ستار الكبرياء الزائف والمقدرة على المواجهة بمجرد خروج المخدر من الجسم ومرور فترة أعراض الإنسحاب.
من المعروف ان المدمن هو الأقدر على فهم ومساعدة مدمن آخر
لذلك فإن المجموعات العلاجية للمدمنين أو الإجتماعات التى يتحدث فيها المدمن عما بداخله دون حرج
لأنه يشعر بالأمان لكونه يجلس وسط مجموعة تشبهه الى حد التطابق فى الماضى والخسائر والشخصية من الحتميات فى رحلة تعافى المدمن وربما طوال حياته فى الإجتماعات الدورية ليتذكر كونه مدمناً وانه يحتاج للآخرين من سبقوه فى رحلة التعافى ليستمر بدعمهم ويستمروا بدعمه وكل شخص يعطى للآخرين خبرة وقوة وأمل للإستمرار فى مسيرة البطولة ومواجهة الحياة بشروطها دون السقوط مرة أخرى فى فخ المخدرات ودون حاجة للهروب،
وفى تلك الإجتماعات أو المجموعات العلاجية يجد المدمن الدعم الكافى
ويشعر بأنه وربما لأول مرة فى حياته ليس وحديداً أو مختلفاً عن بقية البشر من حوله
وان هناك من يشبهه ويسعى مثله لحياة أفضل يكون فيها انسان منتج ومفيد ونافع فى المجتمع
الى جانب المجموعات العلاجية بالعلاج المعرفى السلوكى والسيكودراما التى يفهم فيها المدمن نفسه وطبيعة مرضه وخطورة العودة للمخدر وتأثيراته السلبية على حياته
وكيفية اصلاح ما فسد أيام الإدمان النشط مع خريطة نفسية وسلوكية تساعده فى حياته القادمة للتعامل مع الآخرين
ومواجهة الحياة والمجتمع مهما كانت الظروف والمواقف الخطرة التى سيمر بها.
يعتمد العلاج المعرفى السلوكى على شقين فى غاية الأهمية والترابط هما المعرفة وعلاقتها بالسلوك
لذلك يتم التركيز فيه على معرفة المدمن لشخصيته فى مرآة الآخر والعلم ومعرفة مرضه ومشكلته وأسبابها منذ الطفولة
وبالتالى يمتلك القدرة على مواجهة نفسه دون انكار وبوعى يجعله يدرك أساليب وأدوات الحرب فى معركة الحياة كمدمن
وكيف يتغلب على الصراعات ويواجه الحياة دون الحاجة الى استخدام المخدرات بل ويستمتع بيومه
ويكون انسان نافع ومحبوب ومنتج فى المجتمع ثم يتعلم التطبيق العملى للمعرفة على السلوكيات وفى حياته وعلاقاته ودراسته أو عمله.
قبل ان يخرج المدمن لمواجهة الحياة يحتاج الى برنامج منع الإنتكاسة
ومعرفة الأسباب التى قد تضطره للعودة للتعاطى أو الإدمان النشط وكيفية مواجهتها مثل مواقف عالية الخطورة قد يمر بها من حالات فقدان شخص قريب أو حبيب أو خسارة فادحة أو مواقف خذلان وفشل قد تجعله يستسلم ويذهب مباشرة للمخدرات تحت وطأة المشاعر السلبية التى تصيبه فى تلك المواقف من فقدان الأمل والشغف بالحياة والإستمرار،
لذلك فإن برنامج منع الإنتكاسة يعطيه الوعى والخبرة من انتكاسات مدمنين آخرين سابقاً
وللتأكيد على كون مرض الإدمان هو مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه
لكن يمكن محاصرته بإستخدام خطوات ومبادئ البرنامج لأن الإنتكاس قد يكون بمثابة الموت القادم.
ان كل انسان وبالأخص المدمن تكون الأسرة أو العائلة والأشخاص الأكثر قرباً منه هم الأكثر تأثيراً عليه لذلك فإن برنامج الماتريكس يقدم الوعى للعائلة وربما التدخل العلاجى اذا كان أحد أفرادها يحتاج لذلك لإرشادهم الى الطريقة المثلى للتعامل مع المدمن ومساعدته فى رحلة تعافيه ولئلا يكونوا أطرافاً فى صراعه بل الدعم والسند والتشجيع له فى رحلة تعافيه بدلاً من كونهم عامل ضغط عليه.
بعد انتهاء مدة البرنامج تبدأ مرحلة المتابعة الدورية للمدمن أثناء خروجه لمواجهة الحياة وتنفيذ ما تعلمه فى الواقع العملى وهى تعد بمثابة مرحلة الإختبار لمدى تجاوب المدمن مع اعادة التأهيل وقدرته على الحياة بشكل مختلف ليكون انسان منتج فى المجتمع ويحاول ويسعى جاهداً لتعويض ما فقده والآخرين الذين تسبب فى الإيذاء لهم والخسائر التى تكبدها فى مرحلة الإدمان النشط والتعاطى، ان مرحلة المتابعة تكون بمثابة دعم للمدمن ولكى لا يشعر بالوحدة مرة أخرى فى مواجهة الحياة وليست مجرد مراقبة ضاغطة بل فى جو من الحرية ليشعرالمدمن بالمسئولية ويكمل مسيرته بقوة فى الحياة وبإعتماد على نفسه وإعطاؤه الفرصة لطلب المساعدة بكامل ارادته وحريته فى حالة الشعور بالرغبة فى التعاطى مرة أخرى أو المواقف الخطرة الضاغطة أو حين يشعر بالفشل والإخفاق فى مرحلة ما من التعافى، ثم ان الإختبارات العشوائية تكون للإطمئنان على عدم عودته للتعاطى ولو مرة سراً واحساسه الشخصى انه ربما يحدث فى أى لحظة تحليلات للمخدرات بأنواعها فى جسمه يعطيه دافع ولو بسيط للحفاظ على تعاطيه لأجل نفسه أولاً ثم المحيطين.
ان برنامج الماتريكس من أكثر البرامج العلاجية تنظيماً وددقة وشمول ومسا8عدة للمدمن فى جميع جوانب ومراحل رحلة تعافيه وقد أثبت فعاليته فى تغيير الكثير من المدمنين الذين أصروا وتمسكوا بتعافيهم وممارسة خطوات البرنامج بأمانة الفاهم ان الفارق بين التعاطى والتعافى هو مثل الفارق بين الموت والحياة.
التعافي يبدأ اليوم
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة