الدوبامين والإدمان بينهم علاقة ثنائية إرتبطت في أذهان الكثيرين كلاهما يؤثر في الأخر ، حيث يعتقد الكثيرين أن نقص إفراز هرمون الدوبامين يؤدي إلى الإدمان ، حيث أن نقص هرمون الدوبامين يؤدي إلى تعكر المزاج والشعور بالضيق أما زيادته فيعطي الشعور بالنشوة والسعادة ، لذلك يعتقد البعض أن الدوبامين والإدمان بينهم علاقة طردية وهو سبب رئيسي للإدمان وسوف نتعرف أكثر على هذه العلاقة عبر هذا المقال.
يعتقد الكثيرين أن الدوبامين هو عبارة عن مادة كيميائية تؤثر في المخ وذلك نظراً لتأثيره على الشعور بالنشوة والسعادة ، لكنه عبارة عن مجموعة من الناقلات العصبية التي تعزز الأحاسيس والسلوكيات عن طريق ربط الأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة سويًا مما يؤدي إلى الرغبة في تكرارها ، وليس الدوبامين وحده المسؤول عن ذلك بل هناك بعض الناقلات العصبية مثل: الإندروفين ، الأوكسيتوسين ، السيروتونين.
لا يُدمن الأشخاص الدوبامين لكنهم يدمنون المواد المخدرة أو حتى السلوكيات التي تؤدي إلى زيادة مستواه بالمخ مما يزيد من الشعور بالسعادة والنشوة ، مما يؤدي إلى الاعتياد وعدم القدرة على العيش دون الحصول على هذا القدر من النشوة،
بسبب إعتماد مستقبلات المخ على كمية كبيرة من الدوبامين وهذا هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الإدمان ، لكن عند التوقف عن تناول المادة المخدرة أو فعل السلوك المعتاد تعود مستويات الدوبامين إلى طبيعتها مما يؤدي إلى صعوبة التكيف مع الوضع وهذا ما يؤدي إلى ظهور الأعراض الإنسحابية.
كل من الدوبامين والسيروتونين من الناقلات العصبية التي لا تعمل بصورة مستقلة بل هناك تفاعل بينهم مما يؤثر على توازن الجسم ، لذلك إنخفاض مستوى هرمون السيروتونين يؤدي إلى زيادة هرمون الدوبامين،
والذي يزيد من السلوك الإندفاعي للشخص بسبب البحث عن المكافأة ، بينما يقمع هرمون السيروتونين السلوك الإندفاعي ، كذلك المستويات المنخفضة من هرمون الدوبامين يزيد من الشعور بالجوع على العكس من هرمون السيروتونين الذي يقمع الشهية.
لا يوجد إختبار معين أو طريقة موثوق فيها تُساعد في قياس نسب الدوبامين بالجسم ، لكن يلجأ الطبيب في التشخيص إلى التعرف على الأعراض ونمط الحياة ، والتاريخ الطبي للشخص والتعرف على تناوله للمخدرات من عدمه.
يحدث زيادة في الدوبامين عند تناول المخدرات وعند الدخول في علاقة عاطفية جديدة ، وعند تناول البروتينات، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة خاصة الرياضة الهوائية وعند النوم لعدد ساعات كافي.
عند التعرض لأشعة الشمس وسماع مقطوعات موسيقية وممارسة رياضة اليوجا والتأمل ، كل هذه الأشياء ترفع من مستوى هرمون الدوبامين بصورة طبيعية دون الدخول في مشكلات صحية.
نعم هناك دواء دوبامين يُباع تحت الإسم التجاري انتروبين ويُعالج حالات إنخفاض ضغط الدم والسكتات القلبية ، لكن يجب تناوله تحت إشراف طبي.
يؤدي تناول القهوة إلى زيادة مستوى هرمون الدوبامين بالجسم مما يزيد من الشعور بالسعادة والراحة ، لذلك مع مرور الوقت يصبح التوقف عن تناول القهوة أمر مزعج وصعب للغاية وقد يؤدي إلى إنخفاض في الطاقة وظهور بعض الأعراض الإنسحابية.
هناك علاقة مباشرة ما بين كميات الدوبامين بالجسم وما بين الإصابة بالاكتئاب وذلك لأنه يلعب دوراً كبيراً في التحكم بالمهارات الحركية والإستجابات العاطفية ، حيث أن هناك مراكز بالمخ تتأثر مستويات الدوبامين ويؤثر على الحالة المزاجية العامة ، لذلك إنخفاض مستوى إنتاجه بالمخ يؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب.
عند الدخول في علاقة عاطفية يحدث زيادة في مستوى الدوبامين ويتعامل المخ مع الحب مثل تعامله مع المخدرات ، لذلك تشعر أنك لا تستطيع البعد عن الحبيب فهو أصبح كالماء والهواء وأصبحت الحالة المزاجية لك ترتبط بوجوده معك.
قد تشعر أنك بحاجة إلى الدوبامين نتيجة الحاجة إلى الشعور بالسعادة والمكافأة لذلك تلجأ إلى وسائل خارجية لزيادة مستوى الهرمون بالجسم ، كما تلعب قوة الناقلات العصبية وضعفها لديك دوراً في القدرة على التحكم بالحاجة إلى الدوبامين.
التعافي يبدأ اليوم
الأسئلة الشائعة
مقالات ذات الصلة